مقالات مجد الوطن

الناس أجناس 

 

الناس صنفان صنف مشغول بنفسه يقومها ويعدلها ويعاتبها ويشد عليها ويوجهها الى الطريق الصحيح لما فيه صلاح دينه ودنياه ومشغول بواجباته أمام الله عزوجل وأمام أهله ومجتمعه فتراه بتوفيق الله عزوجل يتطور ويبني ويعمل بما اوتي من قوة على نمو وازدهار مدينته ويعمل جاهدًا على خدمة الدولة في شتى الاتجاهات والميادين .

وصنف أخر مشغول بالناس يأكل الحقد قلبه ويعمي الحسد بصيرته يراقب هذا وذاك ويحسد كل من على شأنه وأرتفع وماذا صنعوا وماذا عملوا وتجده في اخر القائمة لا يلوي على شيء من خير الدنيا ولا من خير الأخرة ليس له في دين ولا في دنيا ..

 

وأخطر ما تفعله العداوة المتأصلة والحسد والحقد في قلوب البعض أنها تعمي أعينهم عن الحقائق، وتشعل في نفوسهم وصدورهم نيران الحقد والحسد ليس تجاه من يعادونه فقط، بل وربما تجاه كل الناس حتى أقرب الناس إليهم.

 

 

إن بذرة الحسد والحقد والعداوة ولو تأصلت جذورها تبقى ضعيفة يمكن اقتلاعها والتخلص منها ومتى أردنا ذلك علينا أن ننظر في دواخلنا وننزع اي بذرة للعداوة والحقد قد تنمو وتقوى لو غفلنا عنها قبل أن نصبح أعداء لأنفسنا فعداوة الناس مآلها الخسران في الدنيا والآخرة.

 

ولذا قد جاءت إشارات نبوية وتوجيهات محمدية لتنقية السريرة وتآلف القلوب، وشرط الإيمان بمحبة المؤمن ما يحب لأخيه ،ولايحق للمرء أن يهجر أخاه أكثر من ثلاث. فحياة المجتمع ووحدة أفراده وتماسك صفه بسواد المحبة والألفة بين الجميع وهذه ميزة عظيمة ليست إلا في المجتمع المؤمن الحضاري وأحد القيم العليا في ديننا الإسلامي الذي يبهر الغرب بعنصرياته وأحزابه عندما يقرؤون هذا التشبيه النبوي البليغ المعجز الذي يفهمه الأطباء قبل البلغاء وأصحاب الفصاحة والبيان بتواد وتراحم وتعاطف المؤمنين بالجسد الواحد…

أحاديث مفصلة وميسرة تقرأ وتتلى على مسامعنا وتمر مرور الكلام والواقع للأسف يقر بسلوكيات خاطئة منافية لسماحة الاسلام وتعاليمه خاصة عندما اخٌتزل الدين في صلاة وصيام لاوقات معينة ومحدودة وترك القلب مفتوحا لداء الحقد والحسد وكأن تلك الصفات الشيطانية ليست من الأمور المحرمة والمنهي عنها بشدة… والرسول عليه الصلاة والسلام شهد لرجل انه من أهل الجنة لا لكثرة صلاة وصيام كما ورد في القصة المشهورة عندما قال الرجل للصحابي عبدالله بن عمرو (ماهو الا مارأيت غير أني لا أجد في نفسي لأحد من المسلمين غشا ولا أحسد أحدا على خير أعطاه الله إياه)!!!! فما الذي امرض القلوب اليوم حتى غدا البعض في تناحر وتخاصم من صبح إلى مساء قد أشعلوا نار الحقد والكراهية بين النفوس فاسودت القلوب و انتشرت العداوة والبغضاء حسدا بين الاخوان والاقرباء.

بل تجد البعض يتتبع عثرات الناس وكأنه هو خالي من العثرات سليم معافا من كل شيء..

 

نسأل الله الإخلاص في القول والعمل ودمتم بود ..

 

✍🏻 د – علي الشعواني

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى