الأخبار الرئيسية

كيمياء .. معهد صبيا !

بقلم : أحمد حسين الاعجم

 

الاسبوع الماضي كنت في احدى مكتبات صبيا لانجاز عمل ما

وبعد دقائق دخل من باب المكتبة رجل طويل القامة كثيف اللحية دخل هاشا باشا ومبتسما

وحينما رأيته تحركت داخلي

(كيمياء معهد صبيا العلمي ..حلة الموابلة )

حيث شعرت انه من طلاب معهد صبيا العلمي

وهو تفاعل كيميائي

قد تكرر معي كثيرا ولم يخذلني ابدا !

 

( هل قد شعر احدكم بهذه الكيمياء )

 

هذه الكيمياء ناتجة من كوننا درسنا صغارا في المعهد درسنا المرحلتين المتوسطة والثانوية

فكان اول خروج لنا من قرانا الصغيرة

الى المعهد الذي رأيناه عالما كبيرا بالنسبة لنا حيث تعرفنا على اناس من قرى مختلفة

هذا ونحن لانعرف حتى ابناء قرانا كلهم !

فضلا عن انه جعلنا نتعرف على صبيا بشوارعها الصغيرة وسوقها الشهير

وهي امور كنا نسمع عنها سماعا فقط

كما تعرفنا على اسماء القرى التي على طريق صبيا

وهو ما جعل كل تفاصيل الاحداث في المعهد ترسخ في ذاكرة القلب والعقل ..الناس والمكان والزمان وكل التفاصيل

 

فضلا عن ان المعهد كمدرسة ومن خلال مناهجه القوية

وادارته

ومعلميه العباقرة

كان له فضل كبير

في بناء عقولنا وخيالاتنا وشخصياتنا قراءة وكتابة وتحليلا واستنتاجا وعلما ومعرفة

وصقل فينا مواهب جميلة

 

رغم ان له من جانب آخر جنايات كبيرة ايضا على قلوبنا الصغيرة

ونفوسنا الغضة

وارواحنا التي كانت مُشرعة للحياة والحب والجمال

من خلال شدة انظمته

وتطبيقها علينا في تلك السن الصغيرة

وهي انظمة جامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية

التي يتبع لها المعهد !

كتنفيذ عقوبات مشدّدة على ابسط واقل الاخطاء

ولو كان الخطأ لاول مرة !

 

واغلاق باب النقاشات والتساؤلات الطبيعية التي كانت تموج بها عقولنا في تلك السن

بل منع النقاش للدفاع عن النفس او لتبرير خطأ عفوي

ومنع كثير من الممارسات الطبيعية التي كنا نراها حولنا في المدارس الاخرى

كمنع حصص الرياضة

عموما هذا ليس مكان ذكر كل تفاصيل تلك الجنايات !

 

فالله بلطفه ورحمته جعلنا نتحمّل ثم نتجاوز تلك الجنايات

وتلك القسوة

ونحتفظ

بقلوب

ونفوس

وارواح

مشرعة للحياة والحب والجمال

وهذا هو المهم

 

وهذه التفاصيل كلها هي من صنعت كيمياء خاصة لمعهد صبيا العلمي في نفوس معظم طلابه ،

 

اعود

للرجل الذي حرك كيمياء الذكريات في داخلي

حيث جلس امامي وقريبا مني وبدأ يتحدث مع عامل المكتبة الذي يبدو ان علاقتهما ببعض قوية حيث كانا يضحكان مع بعض

وانا استرق النظر اليه

ويزداد التفاعل الكيميائي في داخلي

 

وبدأ يتحدث معي

فاطلقت السؤال دون انتظار

هل درست في معهد صبيا العلمي ؟

قال : ايوه اللي في حلة الموابلة

قلت : نعم

قال : اي دفعة انت ؟

قلت : الدفعة الاولى

قال : دفعة هادي رديني

فابتسمت وقلت : الله الله

قال : انا بعدكم بسنتين

 

( الدفعة الاولى لمعهد صبيا

عرفت باسم الدكتور هادي رديني نظير تميزه العلمي منذ سن مبكرة

حيث كان الاول على الدفعة الاولى المتخرجة في شعبان عام ١٤٠٢

 

والدكتور هادي عمل في جامعة الملك خالد حتى تقاعده قبل نحو ثلاثة اعوام )

 

المهم

تحدثنا طويلا وضحكنا كثيرا

حيث حكى لي كثير من المواقف الطريفة اثناء الدراسة في المعهد

ومنها موقف مع الاستاذ السوداني محجوب

الله يرحمه حيا او ميتا

ومع غيره من المعلمين

 

وسألني ان كنت اكملت الدراسة

وقلت نعم

قال : يعني مدرس

قلت : نعم متقاعد

قال : والله انا اختصرت الطريق وبعد الكفاءة توظفت والحمدلله اموري تمام والان متقاعد

وايضا اكتشفت من خلال حديثنا انه زميل ابن عمي في العمل وحملني سلاما كثيرا له

وبعض ( الشّفرات ) الخاصة بينهما !!

شخص جميل الروح

سعدت بلقاءه كثيرا

 

لكن

ما اسعدني اكثر

وتكرر معي اكثر من خمس مرات في لقاءات مع طلاب من المعهد من غير الدفعة

ان الدفعة الاولى لمعهد صبيا

دفعتنا الجميلة ارتبطت باسم ( هادي رديني )

– ولعل بعضكم قد صادف مواقف مماثلة في تسمية دفعتنا باسم دفعة هادي رديني –

بل اشعر ان المعهد نفسه في بداياته

ارتبط باسم هادي رديني بصورة من الصور نظير تميزه وتفرده آنذاك حيث اعطى صورة ايجابية عن المعهد للاخرين

وهو امر مستحق بلا شك

بل مصدر فخر لنا جميعا كزملاء له

لانه كان متميزا بعقليته الفذّة التي تجاوزت زمنه آنذاك

ولعلي اذكر هنا ان علاقتي بدكتورنا العزيز كانت ( للأسف )

محدودة جدا اثناء الدراسة في المعهد وفي المرحلتين المتوسطة والثانوية

لانه كان مهتما بالعلم والقراءة والاطلاع

بينما انا كنت

( في عالم الاحلام هايم )

 

لكن علاقتي به تعمقت كثيرا بعد قروب الواتس

واستفدت منه كثيرا

ولازلت استفيد

فالرجل بحر من العلم

وفي كل المجالات ،

 

ثم سألني الزميل عن زملاء الدفعة وهل نحن متواصلون

فاخبرته اننا متواصلون

ويجمعنا قروب واتس

وان هادي رديني

كان له الدور الاكبر

هو والزميل العزيز عبدالله صلهبي رحمه الله

في جمع زملاء الدفعة في قروب واتس عام ١٤٣٤

بعد انقطاع قرابة الثلاثين عاما

حيث لازال هذا القروب يجمعنا حتى الان

بل واصبحنا نلتقي بين فترة واخرى بالتنسيق من خلال القروب

لقاءات جميلة

يزيدها جمالا وبساطة وألفة ومحبة

كيمياء خاصة وفريدة تربط ارواحنا

وهي

كيمياء معهد صبيا .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى