.
فتح كتاب والاستمتاع بحجمه وغلافه وتصفحه والتنقل بين طياته ، يوازي لدي السفر والتحليق ، ليس جواً..! ، بل : في فكر وعقل الكاتب..
فكرة الكتابة والتأليف تحتاج لأدوات ، يجب أن يمتلكها الكاتب ويغذّيها وينمّيها باستمرار ؛ ليبرع فيها مع مرور الوقت..
الكتابة ليست وليدة لحظة ، بل هي دهر من التسلّح وإمتلاك الذخائر المتنوعة من: (علم ، وثقافة اطلاع ، لغة فصيحة بقواعدها وتصريفاتها ، جمالياتها وبلاغتها وتراكيبها ، أسلوبها وقوانينها ، فنونها وثرائها)..
الكتابة هبة من الله ، لا يمتلكها إلآ من أعانهُ الله على سبر غورها والدخول بعوالمها.
وكما أن القراءة بالنسبة لي تحليق وسفر ، فالكتابة استعادة توازن (نفسي ، فكري) ، هي الصحة النفسية العقلية للكاتب ، هي النضج الذي يطرحه الكاتب على الورق ؛ ليبتسم بعدها..
تجربتي مع الكتابة قديم جداً ، كتبت الكثير ، في أوراق مبعثرة ، لم أكُن أطمح أن أُصبح كاتبة ؛ كان جُل همي أن أجعل القلم والورقة ، أو الجهاز ولوحة المفاتيح -أصدقاء- أُسامرهم أفضفض وأبُث شكوتي و شقائي وحزني وهمي وقلقي ووحدتي لهم ، كما أُشاركهم فرحي وسروري وسعادتي ودهشتي ؛
لأعود بعدها لحالتي الطبيعية واستعيد هدوئي وإتزاني..
إصداري الأول عبارة عن قصص قصيرة جداً ، بلغت مئة قصة قصيرة ، كانت فكرتها سريعة وقرار كتابتها حوار بيني وبين صديقة لي ، تحدثنا عن الرتم السريع للحياة وعزوف الناس عن القراءة وخاصة الروايات القصصية الطويلة ، في زمن طغت عليه الشبكة العالمية ومواقع وتطبيقات التواصل الاجتماعي المتنوعة ؛ حيث سرقت وهج وأُنس الكتاب..
فكانت فكرة القصص القصيرة السريعة بتنوع موضوعاتها ، لتُناسب قُراء هذا العصر..
في خِضم هذه الحياة السريعة المزدحمة المخيفة ، يظل الكتاب بين يد القارئ مصدر الدفء والحنان والسلوى الحقيقية والصديق الوفي الذي نركن إليه ..
………..
الكاتبة:أحلام أحمد بكري