مقالات مجد الوطن

الوداع الأخير

إلى روح الفقيد الحبيب

إبراهيم هملان

 

الوداع الأخير

=========

 

نَذُوبُ أسًى

إذا طالَ الغيابُ

فَكيفَ بِنَا

وَقَدْ عَزَّ الإِيَابُ

 

تُفَرِّقْنَا المنُونُ

وَكُلُّ قَلْبٍ

يُشظِّيهِ مِنْ الأَلَمِ

الغيابُ

 

مَضَى كَالْحُلْمِ

عُمْرًا مِنْ وَفَاءٍ

يَجَلَّلهُ مِنْ الحُبِّ

الثَّوَابُ

 

بِقدْرِ الحُبِّ

نُعْتَنِقُ المآَسِي

وَلَلْحَسَرَاتِ فِي

الخَفَّاقِ نَابُ

 

وَأَفْئِدَةٌ مِنْ الأَحْزَانِ

تَهْمِي

وَدَمْعٌ لَا يَجفٌّ لَهُ

انْسِكَابُ

 

لِمَنْ أَشْكو

وكُلَّ النَّاسِ ثَكْلَى

وَحُزْنُ رَحِيْلَكَ المُضْنِي

عَذَابُ

 

بَكيتكُ حُرْقَةً

وَعَليْكَ يَبْكي

مِنْ الجَمْعِ

الْكُهوْلَةُ والشَّبَابُ

 

فَيَا لَهْفِي عَلَيْكَ

وَقَدْ تَنَاءَتْ

 

بِكَ الآمَالُ

وُانْطفَأَ الشَّهَابُ

 

وَيَا لَهْفَ البْنِينَ

إِذَا تَنَادَوا

(أَبِي) وَلَهًا عَليْكَ

وَلَا جَوابُ

 

وَإبراهيمَ ملءُ السمعِ

شَدْوًا

وملءُ العينِ طُهْرًا

لا يُعَابُ

 

فَتىً تَمْتَدُّ هَامَتُهُ

كَضوءٍ

وَقَامَتْهُ عَلَى

الأرضِ الهِضَابُ

 

كريمٌ قَلْبهُ المضيافَ

دارٌ

وَفِي كفَّيهِ للعَطْشَى

سَحَابُ

 

عَلَى رَأَسِي ..

وَلَا تَقْلَقْ.. وَأَبْشَرْ

وَلِلآَتِينَ يَتَّسعُ

الرِّحَابُ

 

لَنَا في الخيرِ أوراقٌ

وَتَبْقَى

لإِبْرَاهيمَ مَا ضَمَّ

الكِتَابُ

 

أَصيْلٌ مِنْ بِني هَمْلَانِ

شَهْمٌ

وَلِلْشَّرفِ الرفيعِ

لَهُ انتسَابُ

 

غيابكَ لَمْ يَدَعْ لِلْأُنْسِ

مَأْوَى

وَبَعْضُ الفَقْدِ فَقْدٌ

وَاغْتِرَابُ

 

رَحَلْتَ وَلَمْ تَدَعْ

لِلنَّفْسِ صَبْرًا

يَوَاسِيْنَا وَقَدْ

كَبُرَ المُصَابُ

 

وَهَلْ يُجْدِي لِفَقْدِكَ

مِنْ دَوَاءٍ

وَدَاءُ المُوْتِ ليسَ

لَهُ طِبَابُ

 

وَكيْفَ لِنُورِ وَجْهكَ

أَنْ يَوَارَى

وَمُثْلكَ كَيْفَ يأكُلهُ

التُّرَابُ

 

#ضيف الله عداوي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى