مقالات مجد الوطن

التدخل في شؤون الآخرين

 

التدخل في شؤون الآخرين منتشر في المجتمع بقصد تصيد أخطاء الآخرين
أو ازعاجهم أو استفزازهم

قد يكون هذا التدخل عابراً أي أنه لا يترك أضراراً فادحة، على الآخرين الذين يسعون تجاهل حدوثه، و قد يترك في بعض الأحيان نتائج سيئة وهنا نكون أمام حالة حشرية مع سبق الإصرار والترصد».

الشخص الحشري لا يحترم خصوصيات الآخرين و لا مشاعرهم
و لا أحاسيسهم و لا ظروفهم الخاصة
و أحيانا يتطوع بإبداء الرأي و النصيحة دون سؤاله أو طلب المشورة منه .

من هو الشخص الحشري ؟
هو شخص يتدخل في مالا يعنيه و قد يكون زميلك في العمل أو جارك في السكن مهما وضعت له حدود لا يسعه إلا أن يتدخل في حياتك .

يحب أن يعرف مواعيد رجوعك
و مواعيد نزولك و ماذا تحمل في يدك من أشياء و من قام بزيارتك من المعارف
و لا يهدأ له بال و لا يستكين له حال حتى يكتشف خبايا و أسرارك و يلاحقك بالأسئلة التي لا تعنيه بشيء مثل : لماذا لم تتزوج ؟
أو لماذا لك تنجب ؟
ما هو راتبك الشخصي ؟ هل لديك مدخرات في البنك ؟
ما هو ثمن سيارتك ؟
لماذ غيرت عملك ؟
أين تذهب ومع من ؟

بشكل عام الشخص الحشري ، شخص فضولي لديه شغف في التعرف على أسرار الناس ، و خبايا ظروفهم المعيشية و موجود في حياتنا رجل كان أو امرأة ،و لا يمتلك مهارات الذكاء الوجداني، أو التواصل الجيد ، و إذا لم ننتبه لهذا الصنف من الناس قد نجد أنفسنا فجأة في ورطة صعبة لأنك تجده رغماً عن أنفك مستمر في فضوله في جمع أكبر كمية من المعلومات عنك بغية إرضاء فضوله .

غالباً الشخص الحشري يعاني من الوحدة و الفراغ و يكون لديه الكثير من الرغبة في كسب الآخرين ، و في بعض الأحيان يشعر أنه على هامش الحياة
و بالتالي يلجأ لهذا التدخل في شؤون الغير كوسيلة لتأكيد الذات و التعبير عنها و لو بطريقة خطأ .

و كما وضحت ليس الرجل فقط حشري بل هناك المرأة التي تتدخل فيما لا يعنيها .

أحد أسباب تدخل البعض تأثرهم بالبيئة التي عاشو فيها فقد تكون المرأة حشرية اعتادت ذلك خلال تجربتها مع اسرتها في جو يشيع فيه العدائية و المعايرة للآخر و الشك في الآخر .

الرجل الحشري شخص غير مرغوب به من جميع من حوله، وقد يتدخل هذا الشخص في قضايا اجتماعية وهو لا يعرف عنها شيئاً، وإن واجهت هذا الرجل عليك صده بكل السبل الممكنة، حتى لا تعطيه فرصة التدخل والتطفل على أمورك الخاصة والعامة .

ما العمل إن كان هناك بالفعل أشخاص مثل هؤلاء، لا تنفع معهم كل المحاولات ؟

إن حياتك الشخصية خط أحمر ، يجب وضع حدود واضحة مع الأهل
و الأصدقاء بالنسبة للأمور التي تتعلق في خصوصية حياتك ، لا تسمح لأي شخص بالتدخل بأسلوب صريح و لطيف دون التسبب في جرحهم .

تجنب المشاجرات و التعليقات
و الانتقادات الغير لازمة التي تثير الشخص الحشري لا حتى يناقشك أمام الآخرين تذكر أن تصرفاتك مرآة لتصرف الآخرين .

كن صارم و تذكر حياتك الخاصة ملكك و لديك الحق في اختيار الأمور التي ترغب بمشاركتها مع الآخرين ، و التي تفضل الاحتفاظ بها لنفسك .

لا بأس من الاستماع لنصيحة الآخرين إنما عليك ضبط تدخل الآخرين و من الأفضل أن تصارحهم و تطلب منهم عدم التدخل في حياتك ، و عندما يتخطى أحدهم قواعد التعامل التي وضعتها فأبلغه بكل صراحة و وضوح .

لا تتدخل في حياة الآخرين حتى لا تسمح لهم التدخل في حياتك ،
لأن يجب أن نطبق القواعد على أنفسنا قبل تطبيقها على الآخرين .

تذكر الفضول الزائد ، و التدخل في خصوصيات الآخرين فرصة للتدخل في شؤونك
و خصوصياتك ، و عدم التدخل في حياة الآخرين سيجنبك الكثير من الخلافات
و المشاكل و بالتالي المحافظة على صداقتك للأبد .

قد يشعرك بعض الأصدقاء أو الأصحاب بالاستياء من عدم السماح لهم بالتدخل في حياتك و هذا الأمر يولد لديك مشاعر الذنب في داخلك ، ثق بنفسك و لا تتراجع ، سيتفهمك الأصدقاء الحقيقيون و يهتمون بالفعل لمصلحتك .

في النهاية الفضول شيء غريزي إنساني و لكن الشخصية الفضولية تتخطى الحواجز الفاصلة بين الفضول الطبيعي و الفضول الذي يلغي خصوصية الآخر
و أختم حديثي بقول رسول الله صل الله عليه و سلم ( من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه ) .

الكاتبة : ندى فنري
مدربة / مستشارة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى