مقالات مجد الوطن

لا تعيش على وهم 

 

الوهم هو أحد مشكلات الصحة النفسية ،و يتمثل بعدم قدرة الفرد على التمييز بين الواقع و ما يتخيله

الفرد ، قد يكون وهم الحب ، وهم النجاح ، وهم العظمة ، وهم المرض ، وهم العلاقات .

 

إن الأوهام تشوه الحقيقة ، و هي آفة عصرية، و مطلوب إظهار الحقيقة حتى لو تجرح أو تحرج .

 

يقول (دوستويفسكي):

 

إن الحقيقة الصادقة دائماً ما تكون غيـر قابلة أن تصدق ، فإن شئتَ أن تجعل الحقيقة قابلة أن تصدق ، عليك أن تضيف إليها شيئاً من الكذب »..

 

ويقول (نيتشه):

أحياناً لا يرغب الناس في سماع الحقيقة ، لأنّهما لا يريدون رؤيةَ أوهامِهم تتحطّم»

 

كثير من السلوكيات و التصرفات

و الأفكار مبنية على الوهم و غير نابعة من الواقع …

 

من حق الناس أن تحلم, لكن دون أن يكون ذلك الحلم وهما،فالواقعية و معرفة القدرة الشخصية للفرد تقتضي الصدق مع النفس .

 

أنت تختار تصديق الحقيقة الأجمل والأقرب إلى قلبك والأقل إزعاجاً لنفسك .. وبهذا تكون ما تسميه الحقيقة ، أقرب إلى الوهم ، فمن المفزع والمدهش ، أن تصطدم حين تنضج ببعض الحقائق حول كثير من قناعاتك وأفكارك وسلوكياتك وأمور كنت تأخذها كمسلمات ..

 

الواقعية في الحياة تقتضي بأن الحقيقة شيء ملموس …

 

الوهم تفكير سلبي ،مطلوب التخلص منه،و مطلوب منا البعد عن الخيال و الأوهام بقدر ما نستطيع لأن في ذلك راحة نفسية

و رضا عن الذات…السعادة و القناعة تكون بالواقعية…

 

و من أجل البحث عن الحقيقة، من الضروري مرة واحدة في مسار حياتنا، أن نشك قدرَ الإمكان في كل شيء

 

و لكي تخرج الوهم من عقلك و حياتك عليك أن تسعى للتقرب من الله سبحانه وتعالى و التوجه إليه بالدعاء و طلب المساعدة و العون و استشير الوالدين أو من لهم خبرة تجعلهم يقدمون لك النصائح المناسبة ، و ابتعد عن العزلة …إن المساحات الفارغة في عقل الإنسان هي مكان مناسب لتجمع ، الأوهام ، لذا عليك أن تسيطر على حياتك ،و قد يفيدك أن تخطط للذهاب في رحلات و نزهات مميزة لطرد كل الأشياء السلبية التي تتوهمها …

 

كم هو مؤلم أن تعيش حلم أنت تعلم أنه وهم ، لا تستطيع التخلص منه و لا تستطيع تحويله إلى واقع تعيشه …

 

لا تعش حياة لا تشبهك

و لا تقل كلاما لا يمثلك

و لا تقبل أن تشارك بمعركة ليست لك ، و كن أنت دوماً ، لا تعيش في وهم من أفكارك و برمجيتك و ليست حقيقتك ، حرر عقلك و لا تعيش على وهم ..

 

ندى فنري

أديبة / صحفية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى