بقلم : احمد حسين الاعجم
معلم يعشق مهنته يقول :
ياخي لاحظت ان الطلاب على قسمين
طلاب ماشاء الله عليهم
يداومون تملأ وجوههم البشاشة والابتسامة يضحكون ويمزحون ويمرحون منذ الصباح مع زملاءهم ومع المعلمين في الطابور والفسح واثناء الحصص
والقسم الثاني
تجده متجهّم
لا يتكلم
ولا يكاد يسمع من يكلمه !
وحركته قليلة
ويغالبه النوم في الطابور
واثناء الحصص
وسعيا لمعرفة الاسباب
قمت بمسح ميداني مبسّط
من خلال دردشة مع الطلاب من القسمين
وخرجت بالآتي :
الطلاب المبتسمين المرحين هم غالبا
الذين يفطرون في البيت قبل الدوام
لأن الافطار المبكّر
يمنح الجسم طاقة ويزيل آثار النوم
وهو مايساعد على حسن المزاج والروقان وجودة الحضور والتركيز في الحصص والمناقشة وفهم الدروس
بينما الطلاب الجامدين
هم الذين لا يفطرون في البيت
وهو ما يؤثر على مزاجهم
وبالتالي على تحصيلهم العلمي
ويجعل اجسادهم تعتاد الخمول حتى لو أكلوا فيما بعد !
ولذلك اجزم ان
وجبة الافطار من العوامل الأساسية في تحسين نفسية الطالب ورفع مستواه التحصيلي اليومي ونجاحه وتفوقه في نهاية العام الدراسي
وفي مختلف المراحل الدراسية
لكن المؤسف
أن معظم الأسر السعودية
لا تعترف بأهمية وجبة الافطار للطلاب قبل الذهاب للمدرسة
ولا تهتم بها !!
وهو ما يجعلها تهمل الأمر !
فأهم شي عندها
أن يصحى الابن ويلبس ملابسه ويحمل حقيبته ويداوم !
وحينها تشعر أنها أسرة تربوية مثالية !
لأن أبناءها منضبطون !
ولذلك تجد معظم الأسر يصحّون ابناءهم قبل الدوام بربع ساعة
وهو ما يجعله يرفض الافطار
بينما المفترض ان يصحى الطالب قبل الدوام بساعة على الأقل ليصحو جسمه وعقله ويشعر بالجوع ويفطر ثم يذهب للمدرسة
ليعيش يوما دراسيا مليئا بالحيوية والنشاط والفائدة
وهذا يستلزم ان ينام الابناء مبكرا
وهو امر يخالف قوانين معظم الاسر السعودية !
وهي القوانين التي ضحيتها اليوم وعلى المدى البعيد
هم بكل اسف .. الابناء .
