مقالات مجد الوطن

إلى ابنتي (فجر) في تَخرُّجِها

 

محمد الرياني

إلى ابنتي ( فجر) التي تختتمُ اليومَ مسيرةَ رحلةٍ من التعليمِ امتدتْ ١٢ ربيعًا، وأراها في ربيعها الـ١٨ كأجملَ مايكونُ الربيع!
هناك فجرٌ وُلدَ من رَحمِ الليلِ في حالِ السكون، وُلدَ ليشتعلَ بعده النهار، قد يكونُ في هذا النهارِ شمسٌ تسكنُ سماءً صافية، أو سحبٌ تتراكضُ كي يسقطَ المطر، أو حالاتٌ من الغيمِ تجعلُ للنهارِ تاريخًا استثنائيًّا، أما أنتِ فأنتِ فجرٌ مختلف؛ جئتِ من رحمِ حياةٍ عاشَها كلُّ الخلق؛ تسعةُ أشهرٍ في رحمِ حياةٍ مجهولةٍ وعندما أتيتِ إلى الحياةِ جاءتْ الحياةُ ربيعًا كلها؛ فمنذُ أن حللتِ حلَّتِ ابتسامةٌ غيرُ تلك الابتساماتِ التي تسكنُ شفاهَ الأحياء، عامٌ بعد عامٍ وأنتِ الفجرُ الذي تتفتحُ معه كلُّ الأزهار، وتصفقُ كلُّ العصافيرِ بأجنحتِها لتغني أعذبَ الألحان، ماذا أقولُ لك في ربيعِ تخرجك؟
أنتِ فجرٌ أمامَ فجرٍ جديدٍ من المجد، ستغادرين محضنَ التعليمِ الذي أحاطكِ بسياجٍ ناعمٍ كما يحيطُ أصحابُ الحدائقِ ردائمَ الفلِّ أو أغصانَ الياسمين، وشهاداتُ تفوقكِ التي رأيتُها في مسيرتكِ أشبهُ بحباتِ الفلِّ في الليالي القمرية، وأروعُ من اللآلئ في أجيادِ الحسان، ما أسعدَ أسرتكِ اليومَ وهي ترى خطواتِ نجاحكِ مثلَ قمريةٍ بيضاءَ تتنقلُ بين مروجٍ خضراءَ في صباحٍ غمرَهُ الهتانُ بروعته.
اليومَ أيها الفجرُ الباسمُ نقطفُ أجملَ الثمر؛ أنتِ التي صنعتِ هذا المجدَ ونحن شُهودٌ على هذا الإنجاز، لا تلومينا لو سكبْنا قطراتِ دموعِ الفرحِ على شهادةِ نجاحك، لاتلومينا لو أغرقتْ فرحتُنا درجاتكِ العاليةِ.
سنكونُ سعداءَ أكثرَ مما تتخيلين.
بارك الله هذا النجاحَ في يومٍ جعلتْ منه القائدةُ ( عبير الرياني) وزميلاتُها عبيرًا يفوحُ على كلٍّ ناجحةٍ غيركِ من هذا المحضنِ التربويِّ إلى بواباتِ نجاحاتٍ قادمةٍ ومسيرةٍ نحوَ منصاتِ تتويجٍ في هذا الوطنِ الرائع.
شكرًا لكل اللاتي نذرنَ أنفسهنَّ لخدمةِ التعليمِ في الرَّيانِ بدءًا من المرحلةِ الابتدائيةِ ومرورًا بالمتوسطةِ وختمًا بتاجِ التعليمِ العامِّ المرحلةِ الثانويةِ والشكرُ لكوكبةِ المعلماتِ الرائعات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى