مقالات مجد الوطن

إِبْحَار

 

محمد الرياني

 

حياتي.. عُمري.. قلبي.. عيوني يا…. قال لها :

هاتِ كفَّكِ لأقبِّلها، لا.. لا؛ بل هاتِ عينيْك لأقبِّلَهما، لا لا، هاتِ حياتكِ!! حياتكِ أين أجدُها حياتكِ ياحياتي، ولكني سأفعلُ سأقبِّلُ كلَّ شيءٍ في الحياةِ وكأنه أنتِ، تجيبُه كلَّ شيء.. كلَّ شيء!! لن تستطيع، قُلْ كلَّ شيءٍ جميلٍ ياجميل، آه!! هل أنا جميل؟ هذه الكلمةُ عندي تساوي كلَّ الحياة، أنتِ تبالغين، قالت له: انظر في عينيَّ سترى كلَّ العالم، ستبحرُ في أنهار عذبةٍ وستطوفُ دونَ الشعورِ بإحساسِ الغرقِ أو السقوطِ في أفواهِ التماسيح، يردُّ عليها التماسيح!! قالت لاتقلق أنتَ ستسكنُ عينيَّ ولن تجدَ غيرَ شذى الكحلِ والتلذذ بقطراتِ دمعِ المحبين، قال لها : نسيتُ قلبكِ الذي ناديتُكِ به، قالت له :قلبي سيحضرُ مشهدَ الإبحار، سيظلُ ينبضُ مدى الحياة، سيقولُ إنه يُحبكَ قدرَ مساحاتِ النهرِ الكبيرِ الذي ستعيشُ عليه وحيدًا بلا مُنغِّصات، لم يتمالكْ نفسَه وهَمَّ برميِ نفسِه يريدُ احتضانَها، قالت : لا تستعجل، خُذْ أنفاسًا عميقةً واستروحِ الأنفاسَ من النهرِ القريبِ حتى تتعوَّدَ شمَّ النسيمِ الذي سيصاحبك، أخذَ نفسًا عميقًا وهي تنظرُ إليه بإعجاب، ناداها : حياتي!!

أجابتْه انظرْ إلى النهرِ في عالَمِ وجهي ، رأى أجملَ عينين ، فتحَ شراعَيْ عينيْه أكثرَ وأبحر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى