مقالات مجد الوطن

ها قد رحلتي 

 

ذات مساء غائم ، رأيت حزن وارتباك في مقلتيك ، فزعت مهرولة إليك احتضنتك فارتميتي كطفل صغير بين ذراعي ، قلبي يعتصر عهدي بك قوية لا تكسر، وهكذا وبكل هدوء كعادتك قلت خير أن شاء الله ، هذا ربي وهذه حكمته، أرتبكت فزعت، تبعثرت مشاعري، أسودت دنياي تلعثم لساني، جمدت مكاني ، انهمرت دموعي شلال

لا يعلمون أنك شرياني وإذا انقطع ….. ؟

انت وريدي ووتيني وهل يعيش المرء دون وريد ووتين ؟

ودون سابق وداع وهمست حب..دون حضن دافء في غفلة مني وفي ليلة باردة رحلت ..رحلت بهدوء وبكل بساطة دون ضجيج دون عتاب اغمضت عينيك المكحلتين اباء وعز ، اسدلت يديك رفعت الابتسامة على شفتيك وغادرت بصمت وسلام ، هل كنت تعلمين مافعلتي بقلبي المتيم ؟ هل كنت تسمعين شظايا قلبي تتناثر حول فراشك ؟هل بللت دموعي روحك الندية ؟هل ..وهل ….أسالك بالله من يكمل معي الطريق وزادي في الحب قليل ؟

رميتني بسهام غيابك الأبدي ….تساءلت هل تعودين لي ؟ هل تحتضنني يديك الناعمتين ذات برد؟ هل أسمع هديلك كل فجر وترانيم دعاؤك لي ؟ هل تتكحل عيناي بثغرك الباسم كلما رأني مستبشرا؟

وها قد صرت وحيدة رغم الباكين حولي فلا الديار دياري ولا الأهل أهلي، فيا ويل قلبي من شوقي لكم كم بكى، برحيلك ظلمت قلبي ورغم وجعه ماعاد لغيرك اشتكى

اكتب إليك كل ليلة وحيدة ، والجمع من حولي نيام ، النوم جفاني وقلبي حزين وخاطري مكسور،اشتقت اليك والشوق أعياني بكيت لفراقك دما ومالقت عيني من يواسيها، اكتب لأخبرك معاول غيابك التي قتلتني ببطء.أخبرك أن شعري تجعد وبعدك ماعاد يمشط ، من يمسح على خصلاتي داعيا ومهدد إياك أن تقصي هذا الشعر أبدا.

أستسمحك عن صدى ضحكات لم أكملها لك ….أعتذر منك عن كل الأحلام التي رسمتيها لي لكني لم ألونها …رحلت مبكرا فثم دموع لم أسكبها معك وتجرعت مرارتها بظلام وحدتي والكثير من الطرق مشيتها دون سند ،رغم شدة تعبي الآن ليس لدي شخص أتكئ عليه هامسة أني متعبة للغاية .

أه لو تعلمي …..

سلام عليك وسلام على حزن زرعه غيابك في طرقات قلبي ..كيف أنسى أعواما جمعتنا ؟ فمن غيرك يقرا أوجاع قلبي ؟ سلام على تلك الأيام التي عشتها مخبأة في جوف قلبك ولم أعرف أن الحياة موحشة…كم حلقت بحبك عاليا..وفي رحيلك كسرت اجنحتي

ها انا اتذكرك وكأن الذكريات دموع بللت قلبي وبالتذكار عسى تزهر أيامي .

ياراحلة عني رحلتك موجعة ماكان أغنى الحب عنها وما أغنانا …يا صاحبة الوعد أما وعدتني فلما تخلفي بالوعد وانت على الوفاء ربيتيني، هل نسيت ما بيننا وفي غفوة رحلت وهدمت حدائق العمر المزهرة وهل يعيد الدمع انبات العمر .

 

بقلم الدكتورة فتيحة بن كتيلة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى