مقالات مجد الوطن

ثقافة يابانية 

 

يقول مثل ياباني :

 

ﻓﻜر ﺳﻨﺔ…..ﻭﺍﺻﻤﺖ ﺳﺎﻋﺔ…ﻭﺗﺤﺪﺙ ﺛﺎﻧﻴﺔ!

 

 

الشعب الياباني يمتلك شخصيتين :

 

الأولى المؤدب واللطيف والمجامل .

وشخصية حقيقية هي التي عمل بها أثناء الحرب .

 

الشخص الياباني يستطيع أن يكيف شخصيته العدوانية إلى شخصية منتجة…لذا فإنهم بعدما استسلموا ونزع منهم السلاح، أنشأوا قوة الدفاع الذاتي، و كان الأمريكان يريدون الحد من العسكرة اليابانية.

 

الشخص الياباني لا يقول لك لا، لكنه يقولها من خلال عدة طرق.

 

في عام 1986،وصل عدد اليابانيين إلى 800 ألف متعلم، وأصبح الياباني يستطيع تغيير فكره من اختراع آلة حربية إلى آلة سلمية.

 

و مثال على ذلك، شركة “كانون” شركة متخصصة في الكاميرات، و شركات أخرى كان هدفها في البداية عسكري بحت، لكنها تحولت إلى صناعات سلمية .

 

كان متوسط دخل الفرد في اليابان في عام 1948 لا يتعدى 200 دولار، لكنه قفز إلى 42 ألف دولار، حين تم تعزيز دور الشركات الصغيرة والمتوسطة، والتي بلغ عددها أكثر من 25 مليون شركة، وهي أحد أسباب نجاح الشركات الكبيرة.

 

اليابان لم تبدأ من الصفر، بل حولت الفكر والقوة الحربية إلى مدنية صناعية، وساعدتها أمريكا .

 

و نظرية الجودة في اليابان مؤسسها أمريكي… لم يجد له سوقا في أمريكا، فجاء إلى اليابان لتنفيذ تلك النظرية، والتي يجب أن نتميز بها كمجتمع عربي ومسلم، وهي “التخصصية”، لأن الياباني متخصص لا يعمل في أكثر من دور، وهو لا يمارس “الفلسفة”، لذا فإنه يجيد الأمر بالتكرار، وهنا مبعث تفوقه.

 

في فترة ما بعد الحرب، سافر اليابانيون إلى دول العالم، وتعرفوا على بعض الصناعات، بعضها تمت سرقتها، وبعضها طوروه، وهم خلقوا شيئاً من لا شيء، وضرب مثالاً بما تم تطويره، إذ اشترى شخص ياباني من ألمانيا “صفاية البنزين” في السيارات بـ 200 دولار، وأنتج صفاية جديدة بـ 50 دولار، فاضطر المصنع الألماني للإغلاق لأن هناك منتج ياباني جديد أرخص، و المصنع الياباني بعدها رفع السعر، واضطر الجميع الشراء بالمبلغ العالي.

 

العالم ينظر إلى اليابان بعين الاحترام والتقدير لتمكنها من التغلب على جميع الصعاب التى واجهتها من حروب وكوارث طبيعية وقلة الموارد، إلا أن تجربتها لم تكن نتاج عمل هين، وإنما خطة إصلاحية ساهم فيها جميع أبناء الشعب،

 

اليابان الآن دولة متقدمة “عظيمة”، لم تنهض سوى فى فترة الستينيات من القرن الماضى، وقبل نهضتها كانت تسعى للتعلم من تجارب الدول الكبيرة .

 

يوجد في اليابان الأشجار المزهرة و هي من نوعي يامازاكورا وإيدوهيغان في أرجاء الأرخبيل الياباني و هذا أدى لظهور ثقافة مشاهدة الأزهار ’’هانامي‘‘ وهو تقليد متبع في فصل الربيع.

 

ومع الانتشار الواسع لأشجار ساكورا من نوع سوميي يوشينو في أواخر القرن التاسع عشر، انتشرت حفلات مشاهدة الأزهار التي تضم الناس العاديين في مدينة إيدو (طوكيو حاليا) لتعم أرجاء البلاد.

 

يعد الاستمتاع بأزهار الكرز في فصل الربيع ممارسة ثقافية يابانية تأسر قلوب الناس من جميع أنحاء العالم اليوم.

 

وفي الواقع يتدفق الكثير من السياح إلى اليابان للمشاركة في ما يعرف بـ’’هانامي‘‘ أو مشاهدة الأزهار.

 

أصبحت هانامي تقليدا واسع الانتشار، من المفيد معرفة أن أصولها مرتبطة بأشجار الكرز البرية التي تنمو في أجزاء مختلفة من اليابان وتاريخ مشاهدة الزهور.

 

بدأ تقليد هانامي

من التسلية إلى النشاط الترفيهي في اليابان في القرن الثامن، خلال فترة نارا (710-94) عندما باتت حفلات ’’كيوكوسوي نو أوتاغي‘‘ وسيلة راقية للتسلية.

 

ففي هذا النوع من التسالي كان المشاركون يؤلفون ويقرأون القصائد أثناء جلوسهم بجانب جدول مائي، ويحتسون الشراب.

 

كان الناس يأكلون ويشربون ويبتهجون بها تحت الأشجار المزهرة، وهو ما شكل بدايات مهرجانات هانامي التي يستمتع بها الناس اليوم،

 

وهي مزيج من التسلية الأرستقراطية القديمة وتسلية أكثر بساطة وأقل قدما .

 

يؤثر الدين بشكل كبير في صياغة بُنية المجتمع وتنمية “شخصية” الإنسان.

 

فيا تُرى ماذا يعني الدين بالنسبة لليابانيين المعاصرين ؟

 

اليابانيين ”لا يؤمنون بدين“ يرجع لمقارنتا ذلك بالأديان المعروفة التي لها مؤسس مثل السيد المسيح في المسيحية وبوذا في البوذية والنبي محمد صلى الله عليه وسلم في الإسلام.

 

أما الأديان الأخرى غير السماوية مثل الشنتوية والهندوسية فليس لها مؤسس معروف اضافة الى بعض المعتقدات الشعبية التي لا يعرف لها أيّ مؤسس على الإطلاق.

 

و تأثرت الأديان اليابانية بشكل كبير بتلك الأديان، فقد دخلت البوذية اليابان في القرن السادس وكان الدين الأكثر تأثيراً حتى منتصف القرن التاسع عشر.

 

و مازالت البوذية تظهر في جوانب كثيرة وشتى في الحياة اليومية اليابانية حيث يقيم معظم اليابانيين شعائر جنائزهم على الطريقة البوذية والتي تظهر في طقوس أداء الصلوات أمام المقابر من كل عام وغيرها.

 

اليابانيون يهتمون جداً بآداب السلوك وينحنون بأدب وإجلال إلى أي شخص وهو من تأثير الكونفوشية.

 

بالإضافة إلى ذلك، اليابانيون يستخدمون الأسلوب المؤدب عند التحدث مع الآخرين.

 

التلاميذ والطلاب في جميع المراحل الدراسية يتكلمون بالأسلوب المؤدب وصيغة الاحترام مع كل من يكبرهم في السن.

 

هذا أيضاً سمة من سمات الكونفوشية وهي اعطاء ”الأولوية للكبير“

فاليابانيون على الرغم من عدم ألفتهم واهتمامهم بالأديان إلا أن للدين علاقة وطيدة مع المجتمع حتى في مجتمع يعتبر مجتمعاً لا دينياً مثل المجتمع الياباني.

 

ندى فنري

أديبة / صحفية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى