مقالات مجد الوطن

علي الدرورة و أنفاس البخـور

 

بقلم / صالح رابح.
الجزائر.
.

مما غنمت من زيارتي الأخيرة للمملكة الأردنية الهاشمية الكثير من الأحبة العرب شعراء مرموقين وأهل حرف وبحث من بينهم الاستاذ الشاعر الدكتور علي بن براهيم الدرورة د.علي الدرورة لثاني مرة فقد حظيت بالتعرف السار عليه ذات ملتقى في تونس الخضراء .
والأكيد الأجمل في كل الملتقيات احاديث الهامش والانتظار لتبادل أطراف الحرف والحديث والمعلومة وهنا شدّ انتباهي الدكتور علي بشيء من الدهشة وهو يلّم بالكثير جدا عن الموروث الجزائري ليحدثك عن بعض المناطق الجزائرية ممازحا عن مخارج بعض الألفاظ وبعض الكلمات والتسميات لأكلات بعينها حتى يصل إلى الجد فيحرك المشهد في سيدي خالد ولاية اولاد جلال الحالية ومعلومات قيمة عن نبي الله خالد بن سينان وصولا إلى سعييد العاشق وحيزية المتيمة قصيدة ولحنا بلكنة سعودية شهية .
كان الرجل عطر المجلس ليفاجئني بإهتمامته الخاصة والكتابة عن الأدب المهمل والقصيدة المجهولة والاحرف المرسومة بدون تنقيط وكيفية ولوجها وقراءتها
وصولا الى حرف باذخ بالعشق ورائحة البخور .
وهنا اللافت الماتع حدثني الدكتور عن علاقته المدهشة بالبخور حتى كان ملهمه الاول ليكتب عنه سلسلة دواوين تفوق العشرة عددا وتفوق البخور طيبا بدءا ببخور لأساطير البحر فمساء تأتأ بخورا مرورا بغناء البخور إلى البخور الذي..
وصولا إلى الديوان الثاني عشر أنفاس البخور وهنا الرجل إستل من خلفية مقعد الحافلة المزهومة بالحضور هذا الديوان هدية لي وما أجملها هدية.
انفاس البخور ديوان شعر سعودي معاصر في ثلاثيات بيتية إلى رباعية إلى خماسية البيت ومجموعة من القصائد الحرة المغصنة
المشترك فيها العطر ورائحة البخور العاشق لحكاية الحب وعيون الحبيبة وشوق الإنتظار وأمنيات لقاء الدهشة لتلمس معرفة الرجل بالصندل والعود والجاوي ونكهة الياسمين كأنه بذلك يعرف بأنواع البخور وصهر عيدانه والعبق المتمنى العمر فيه .
والحقيقة وعلى حد مداركي أن لا أحد سبق الدكتور علي في المزاوجة في خلطة فاخرة بين نكهة الحرف العاشق وطيب البخور المنصهر على جمر متقد أو بخارة حديثة تناغي احاديث الأغاني والقصور وهمسات الجواري العاشقات للصندل والعود واللبان
انفاس البخور ديوان في طبعة أنيقة بغلاف ليلي يحوي صورة بخارة تعلوها غيمة خفيفة لروح بخور تلذذ بالنار والانصهار بعـدد 122 صفحة ناصعة البياض تريح النظر أثناء مطاردتك لعبق البخور ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى