مقالات مجد الوطن

حنينٌ من سنِّ الصفر

 

رَبَّي  عَصيتُكَ  و  الطبيبةُ  تشهدُ
لمَّا   ولدتُّ   تركتُ   أُمِّي   تنزِفُ

وخرجتُ  أحيا للحياةِ  ومن فمِي
فحّت حِبالُ الصوتِ همساً  تهتِفُ

أٌمَّاهُ  قومي من  مقامكِ وارضعي
طفلاً   على   وتَرِ  البراءةِ   يعزِفُ

فتمايلت  صمتاً و في صمتٍ رمت
بأنينها   خلفي   و دارت    تكشِفُ

أيدٍ    تعدُّ   لي   الخلايا   كلَّهَا
ويدٌ  تجسُّ على الفؤادِ و ترأفُ

(فتطمَّنت)  و  تبسَّمت  و  تَغلغلَت
في داخلي وامتدَّ  تحتي الشَّرشَفُ

ورَمت   بمينائي  الصغيرِ  رياحها
فتحرَّكت  سفني و سارَ  المجذِفُ

وتعانقَ    القلبانِ    قلبٌ    للحياةِ
وقلبُ  جوفٍ  في  عيوني  يذرِفُ

فعبستُ  في  وجهٍ  على أطلالهِ
غصنٌ  تورَّدَ   بالمحاسنِ  مُرهَفُ

فرَمت على شفتي الصغيرةِ وردةً
حمراءةً    فاحمرَّ    ذاك   الموقِفُ

زرَعت    بأوردتي   الضعيفةِ   جنَّةً
فالتفَّ  من حولي  الحريرُ و مِعطَفُ

همسَت سأرضعكَ الحليبَ مع المنى
ولسوفَ  أمنحكَ  الوجودَ  و أقطِفُ

لا  تبتعد  عني  و سافر  في  يدي
كن  وجهَ تذكرتي  فإنِّي  المصيِفُ

وادخل   بأهرامي وزر لي  معبدي
واكسر  تماثيلي   فقلبي  المتحفُ

وارقص على ثوبي القصيرِ وطبلتي
واسكر  بكأسي  من عيوني  ترشِفُ

واقرأ  بفانوسي  البعيدِ  حمامتي
رتّل  بصوتي إنَّ صوتي  مِصحَفُ

واملأ قواريري و فُح  في زهرتي
وارمِ العطورَ  فمن  رَذاذكَ  تلطِفُ

فلسوفَ أحملُ عنكَ فيروس الظنى
ولسوفَ  أصرفُ عنكَ  مالا  يُصرَفُ

وأصدُّ   عنكَ   الذارياتِ   و  مورها
فدعِ  الرياحَ  على خدودي  تخسِفُ

إنّي   وعدتكَ  أن  تعش لي  سيّداً
فارضع ونم في حضن مَن لايخلِفُ

ولقد  عصيتكَ  قبل  ذلك خالقي
في   بطنِ  أمّي   مُضغةً   تتَأفَّفُ

فلكم   ألمتهاْ  حينَ  تغفو  للكَرى
ولكم  جعلتهاْ حينَ تمشي  تزحَفُ

ماذنبُ   أُفٍّ  قلتها  في  مضغةٍ
مَن ذا  يعاقبُ   مضغةً   تتأسَّفُ

أناْ لستُ في هذي القصيدةِ أدَّعي
مُتفلسِفاً   في  الحقِّ   لا  أتفلسَفُ

فارحمني  يارحمنُ  و اغفر زلتي
مَن   ذا   بعبدكَ   ياإلهي   يلطِفُ
…………………………….
أبو حليم …..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى