مقالات مجد الوطن

أنثى وافتخر

 

من يسمع تصريحات بعض النساء او يشاهد بعض التصرفات ويستشعر الأبعاد النفسية والاجتماعية والدينية والمعرفية لهذه التصريحات والتصرفات يفهم منها انها موضة اعتراض وشعور بالعار كونها امرأة خاصة إذا قيل لها روحي للمطبخ …

اولا لنعلم انه ليس على المرأة ان تكون كائن الي روبوت متعدد المهام ويتقن كل المهام ، كوني امرأة فقط ، كذلك اذا رفضتي هذا الدور فأنت حرة وثوري فطرتك ، لكن اي دور تمارسينه لا تشعرين انه إهانة وليس للانوثة علاقة بالطبخ والنفخ فالإسلام أوجب لها خادمة .

والمرأة دورها رعاية أسرتها منذ القدم ،والطبخ جزء منه، والغرب تغنت بالمرأة الماهرة في الطبخ في قولهم ( نفسها حلوة في الطبخ ) او تطبخ بنفس يعني بحب …أما الرجل دوره السعي والجري لكسب القوت والمشاركة في الحروب لتحقيق الأمان…وهذه الأدوار منذ نشأة البشرية لكن مع التطور الاجتماعي اختلطت الأدوار وتشوهت الفطرة .

ولكن لايعني اننا نختزل دور المرأة في جزء اذا كانت لهآ القدرة واحبت ان تمارس دورها الإنساني لتحقق الوجه الاكمل والسوي للانوثة فنجدها تستمتع بالطبخ وتضيف لمستها الانثوية في كل طبخة ..وبكل حب ودفء تقطع الخضار..وتنظف البيت ، وتفتح النوافذ وتستقبل أشعة الشمس سارقة منها الحياة تسكب الماء في حوشها وسطحها لينبت الأمل والتفاؤل …ولا يمنعها ذلك من أن تكون لها عقلية علمية مثقفة واعية فلا تجهل سيرة امهات المؤمنات فتتعلم من آمنا خديجة عقلية الثراء، ومن آمنا عائشة العلم والثقافة وأدب الحوار والتدلل على زوجها والتغنج له، ولا تجهل فكر ابن سينا ولا الفرابي وتحدثك عن أحدث النظريات الطبية ، لتقي أسرتها شر الامراض، وتناقش معك نظريات فرويد وكارول روجز وبيك ..لتعدل سلوك اطفالها ومن حولها، ومطلعه على افكار ماركس ولينين.

تدخل مطبخها تشعل موقدها ..وتشتغل معه أفكارها فهي تفكر في كتابة مقالة للنشر فكرة وتدحض رأي..

تستقبل زوجها بكل بشرا تقدم له قهوة يفوح منها القرفة والهيل محلات بسكر الاحترام ورشة اهتمام وهي تستحضر كلمات ماجدة الرومي….يسمعني حين يراقصني كلمات ليست كالكلمات ..

وياخذني من تحت ذراع ويزرعني في احد الغيمات….

وانا كالطفلة في يده كالريشة تحملها النسمات …يخبرني اني تحفته واساوي آلاف النجمات ..وباني كنز واجمل مشاهد من لوحات…….( لتعيش سعادة تلك الكلمات وتغلب حسن الظن على سوءه،

وتشاركه اهتماماته الصغيرة دون تكلف ودون أن تشعر ان هذا الدور إهانة.

تلاعب اطفالها تحبو مثلهم تراقصهم تناغيهم …تحتوي شقاوتهم ..ترسل لجارتها صحن بسكوت صنعته بدقة متناهية وفي تلك المثالية نست إضافة السكر ..فضحكت من نفسها وقالت ليس للسان عقل والحب هو السكر.

هذه الأنثى لم تختزل ذاتها في مهنة او مكانة علمية ،فهي تعرف كيف تتماهى مع كل دور تعيشه دون عار او رفض وهذه هي الأدوار الفطرية لكل أنثى سوية .

 

بقلم الدكتورة فتيحة بن كتيلة

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى