مقالات مجد الوطن

خواطرابن خُرمان حول قصيدة ابن عبوش

 

دونها … علي ضيف الله الزهراني

( يقولون ما لا يفعلون )

قال ابن خُرمان : اطلعت على قصيدة نظم جميلة لأخي الشاعر عبدالرزاق بن عبوش وقد اعتدنا منه قصائد شعبية على لون الشقر الجنوبي حيث عهدناه مبدعاً في هذا اللون وكنت شخصياً قد استمعت منه قصائد نظم سابقاً لكنها لا تعدو أبياتاً قليلة ومتفرقة لكن هذه المرة كانت قصيدته تتجاوز العشرين بيتاً, وليس عدد أبيات القصيدة هو المهم في الأمر لكن موضوعها الذي يجبرك تقرأ القصيدة مرة ومرتين وثلاثاً لتعيش كلماته ووقع ذلك في النفس هذا لمن لا يعرف الأماكن التي ذكرت في القصيدة أما من يعرف تلك المواقع وعاش تلك المرحلة فيحتاج أعادة قراءة القصيدة مرات ومرات ليستعيد جزء من رحلة الكفاح ..

بدأ الشاعر قصيدته بتقليب صفحات حياته بين ذلك الزمن القديم الذي شبهه بالليل والزمن الذي يليه والذي شبهه بالفجر, ثم يستمر في جمع المتناقضات بمشاهدة فيلم الحياة بين عصر الشباب زمن القوة وبين الشيخوخة والذي لم تعد للآمال قيمة ..

1..ما بين ليل بعيد وبين فجر جديد…. قلبت دفترحياة طال ترحالها

2..ما بين وهن العظام. او بين عزم شديد… افر فلم الحياة ابعثر امالها.

يكرر الشاعر هنا جمع المتناقضات بين السجع والنوح وبين خضر الجريد من سعف النخل في الهفوف والطلح تحديدا ( شامي دار المسيد ) مكان الذكريات , يذكرنا الشاعر برائعة أحمد شوقي التي بدأها ب :

يا نائح ( الطلح ) أشباه عوادينا … نشجى لواديك أم نأسى لوادينا

وكانت القصيدتان تتذكر الماضي والغربة فشوقي يتساءل هل يشجى أم يأسى ؟! وابن عبوش يذكر أن هذا النوح يولد الفرحة ثم يغتالها في الحين .!

3..ما بين سجع الحمايم فوق خضر الجريد.. في الهفوف الذي ما ادري ويش انا لها.

4..ونايح الطلح من شامي دار المسيد…يولد الفرحه في لحظه ويغتالها…

يستمر الشاعر في جمع المتناقضات بين بين حياة راعي الغنم والقائد العسكري ويتذكر هذه الفترة الزمنية وكأنه في مقهى يمر به شريط الذكريات ..

شريط حياة يتنقل بين شدة الحر وشدة البرد يستمر الترحال ..

5..ما بين راعي غنم الي سعادة عميد…. اشربك قهوة كرم ما اهز فنجالها..

6..واصحبك رحلة سفر بين اللضي والجليد…. ما بين حط الرحال وشدة ارحالها….

قال ابن خرمان: يبدأ الشاعر بالإشارة بطرف خفي عن قصة ذلك الزمن وأبطال المسرحية في عقد من عذب الكلام فالطرف الآخر من أبطال المسرحية ورغم البعد الزمني أقرب إلى القلب من دم الوريد ومن الوسواس للنفس, وأبعد من السماء عن الأرض ( وأين الثريا من الثرى ) , وأبعد من الفرحة لسجين تمر به الليالي يرسف في الأغلال ..

7. يا قصة قد نظمتك في بيوت القصيد…. في مسرحية عذاب اوجه ابطالها..

8..واذا نظمتك بشعري مثل عقد فريد… سناه يرفأ القصيده هي ومن قالها…

9..انتي الي قلبي اقرب من دماء الوريد… واقرب لنفسي من الوساس اذا جاء لها..

10..واقرب من الفكر وابعد م السما ع الصعيد… وابعد من اهل التعاسه تطرد أمالها..

11..وابعد من الفرحه عن من في قيود الحديد… عليه سود الليالي تردم اهوالها.

ينتقل بنا الشاعر هنا إلى مجال آخر يشبه فيه من كانت محور القصيدة بفرحة الطفل بعيديته وألعابه وفرحة الأم بجنينها, وهذه الفرحة لم تكن خطأ بل كانت فرحة تحقيق آمال ..

12..يا فرحة الطفل في عيده بلبس جديد.. ودمية في دفا الاحضان يشتالها..

13..يا فرحة الام في صرخة قدوم الوليد.. من بعد٩ شهور تحمل اثقالها..

14.م انتي بفرحة خطا تشبه نجاح البليد.. فرحة كبار الطموح اتحقق امالها..

يعود بنا الشاعر إلى المتناقضات فبعد الفرحة السابقة عادت لغيبتها كدمعة أم فقدت غاليها , وزفرة كريم لم يجد ما يكرم ضيوفه , وغبن شيخٍ جازاه ابنه بالعقوق عوضاً عن البر ..

15.. يا دمعة ام تعزى في ضناها الفقيد… شبت رموش العيون و حالت اكحالها..

16.ي زفرة الحاجة في صدر الكريم العنيد….. عليه شحت رجال المال بامولها..

17.. يا غبن شايب يلاقي من ولده الرشيد… عقوق واعراض واشيا ما تهقوى لها..

لماذا كل هذا الألم يجده شاعرنا ؟!

بسبب الحب الذي يتزايد ولا يخبو مع مرور الزمن , وكأننا نتذكر بيت ابن جبران رحمه الله ( حب الخلايق راخي(ن) وأما انت جا فوق ) ..

18..حب الخلايق تناقص وانتي حبك يزيد…. كما تضاعف اجور الناس باعماله

قال ابن خُرمان : يطلب الشاعر من بطلة المشهد أن تستعيد الذكريات إذا مرت بتلك الأماكن ( شامي دار المسيد ) .. وكم من البلاد تقع شامي دار المسيد يا ابن عبوش ؟!

المجن .. الأعوص .. كبيبات .. الخ

أتوقف هنا عن ذكر المزيد من الأماكن احتراماً وتقديراً .!

19..واذا خذتك الخطى شامي دار المسيد… مري بذيك البلاد ابكي علي اطلالها..

20.وسلمي لي عليها بالسلام الوكيد… قولي لها حال بن عبوش يرثي لها

حال بن عبوش يرثى لها .!!

هل السبب البعد المكاني أم الزمني ؟!

أم بسبب اقتراب الشيخوخة ؟!

21..ذاك الصبي القوي المستبد العنيد… يمسي ويصبح علي عكاز يشتالها…

22.يا منية النفس ما عاد الاماني تفيد…. وكل نفس ون تقنع بالذي جاء لها

23..عسى الذي فاتنا في البعد يحسب رصيد…. يشفع لنا في دخول الجنه واظلالها..

24.. الخيرة ما اختارة الله يا القريب البعيد.. جمله مفيده تعزي كل من قالها

أخيراً : الخيرة فيما اختاره الله تعالى والقناعة كنز لا يفنى كما قيل .. قد لا أستطيع مسايرة إبداع الشاعر في الكلام عن قصيدته لكنها استفزتني للحديث رغم عدم قدرتي على البسط كثيراً ..

تحياتي لأخي ورفيق الطفولة والدرب وصديقي ( العميد عبدالرزاق بن عبوش)..

دونه : علي بن ضيف الله بن خُرمان الزهراني

المنطقة الشرقية – الدمام

9 / 1 / 2020 م الموافق 14 / 5 / 1441 هـ .ش

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى