المدينة المنورة :- عمر الموسى
أمّ المسلمين اليوم الجمعة في المسجد النبوي فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ الدكتور
عبدالمحسن القاسم فتحدث فضيلته في خطبته الأولى :عن ماخافه النبي صلى الله عليه وسلم على أمته فقال: امتن الله على الخلق ببعثة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، ومن كمال نصحه أن بين لأمته ما يخافه عليهم من الاعتقادات والأقوال والأفعال ليجتنبوها، وبيانه ذلك لأمته دليل على أنها تبتلى بها، وتظهر فيها،فأشد ما خافه النبي صلى الله عليه وسلم على أمته من الاعتقادات وقوعها في الرياء بتزيين العبادات للآخرين، فقال: «إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر، قالوا: وما الشرك الأصغر يا رسول الله؟ قال: الرياء» روه
أحمد، بل خافه عليهم أكثر من خوفه عليهم من المسيح الدجال، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «ألا أخبركم بما هو أخوف عليكم عندي من المسيح الدجال؟ قالوا: بلى، فقال: الشرك الخفي: أن يقوم الرجل يصلي فيزين صلاته لما يرى من نظر
رجل» رواه أحمد
وبين فضيلته ما أمتاز به هذا الدين الذي هو خاتم الأديان فقال: وشريعة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم خاتمة الشرائع، امتازت بالسهولة
واليسر قال صلى الله عليه وسلم: «بعثت بالحنيفية السمحة» رواه أحمد ، وقد خشي عليه الصلاة والسلام على أمته ما يضاد ذلك من العنت والمشقة بأن تزاد عليهم الفرائض فيعجزوا عنها، أو أن تكثر عليهم الأومر فيقصروا فيها، فرجع ربه ليلة الإسرء ولمعراج لما فرضت الصلاة خمسين، وسأله التخفيف لأمته حتى صارت خمس صلوات. متفق عليه، وكان يدع بعض الأعمال مخافة أن تفرض قالت عائشة رضي الله عنها: «إن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليدع
عليهم، العمل وهو يحب أن يعمل به خشية أن يعمل به الناس فيفرض عليهم» متفق عليه.
وأحيانا يعمل العمل الصالح فإذا تسابق الناس عليه وهو شاق لم يفعله معهم لئلا يفرض عليهم.
فقام ليالي من رمضان في المسجد فائتم الناس بصلاته فترك الخروج إليهم ثم قال: «خشيت أن تفرض عليكم فتعجزوا عنها»متفق عليه
واختتم فضيلته خطبته الأولى بما خاف على أمته عذاب الآخرة فقال: وكما خاف النبي صلى الله عليه وسلم علينا عقوبات الدنيا خاف علينا عذاب الآخرة، قال عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما: «تلا النبي صلى الله عليه وسلم قول الله عز وجل في إبراهيم: {ربِ إنهن أضللن كثيرا من الناس فمن تبعني فإنه مني} الآية، وقال عيسى عليه السلام: {إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم}، فرفع يديه وقال: «اللهم
أمتى أمتي »، وبكى، فقال الله عز وجل: «يا جبريل إذهب إلى محمد، وربك أعلم، فسله ما يبكيك؟» فاتاه جبريل عليه الصلاة والسلام، فسألة فأخبره
رسول الله صلى الله عليه وسلم بما قال، وهو أعلم ، فقال الله: «يا جبريل، إذهب إلى محمد، فقل: إنا سنرضيك في أمتك، ولا نسوءك » رواه مسلم
ويوم القيامة يكرمه ربه بالمقام المحمود؛ فيأذن له في الشفاعة لديه، فما يلبث أن يخر ساجدا بين يدي ربه فيفتح الله عليه من محامده والثناء عليه شيئا لم يكن يحسنه قبل ذلك، ثم يقول له ربه: «يا محمد! ارفع رأسك، وقل يسمع لك، وسل
تعط، واشفع تشفع، فيقول: يا رب!، أمتي أمتي!!» متفق عليه.
فالذنوب كلها قد حذر الله من اقترافها ومرهم
باجتناها، قال سبحانه: {وذروا ظاهر الإثم وباطنه إن الذين يكسبون الإثم سيجزون بما كانو يقترفون} وما
خافه النبي صلى الله عليه وسلم على أمته أحق بالحذر منه، ومما وصى به النبي صلى الله عليه وسلم أمته التمسك بهديه والعض على نصائحه بالنواجذ قال عليه الصلاة والسلام : «عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، تمسكوا بها، وعضوا عليها بالنواجذ» روه أحمد
وقال فضيلته في خطبته الثانية ناصحاً الناس باتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم واتباعها فقال: لا تتم النعم إلا بالإيمان قال سبحانه: {اليوم أكملت لكم دينكم و أتممت عليكم نعمتي }، وكل مسلم مأمور أن يدعو ربه بالهداية في كل صلاة{ اهدنا الصرط المستقيم}، وعلى المؤمن أن يجعل خوفه من فقد هذه النعمة أو نقصانها، فالزم هديه وسنته، وأحذر مما حذرك منه، وخف مما خاف عليك؛ لتأمن في الآخرة إذا خاف الناس، فطاعة الله ورسوله جالبة للأمن.