مكة المكرمة :- عمر الموسى
فئة لا تتعامل إلا بلغة الإشارة، لا يتكلمون كما نتكلم ولا يسمعون ما نقول، وهبهم الله -عز وجل- مهارات عظيمة يعرفون كيف يتخاطبون ويخاطبون، يفهمون ويفهمون، متميزون بقوة الانتباه والتركيز وسرعة البديهة، مصرون، لهم بصمات إبداع وإنجاز، قدرت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي دورهم وعطاءهم وتميزهم، ووفرت لهم جميع الخدمات التي يحتاجون إليها داخل المسجد الحرام.
الأشخاص ذوو الإعاقة البصرية والسمعية (الصم والبكم)، جُند لهم موظفون للاهتمام بهم، وتسخير أرقى الخدمات التقنية والفنية والبشرية والأمنية لخدمتهم، ليؤدوا عباداتهم داخل الحرم المكي بكل يسر وسهوله، في ظل ما توليه حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز -حفظهم الله- من رعاية واهتمام بالحرمين الشريفين، وخدمة قاصديهما من زوار ومعتمرين.
إدارة الإعلام والاتصال بالرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، سلطت الضوء على الخدمات التي تقدم لهذه الفئة.
الشؤون الفنية والخدمية
تقوم الإدارة العامة للشؤون الفنية والخدمية، بتطهير وتنظيف وتعقيم المكان المخصص للأشخاص ذوي الإعاقة البصرية والسمعية قبل وبعد كل صلاة، وتوفر لهم ماء زمزم المبارك، وأدوات السلامة والإجراءات الاحترازية لضمان سلامتهم.
حيث أفاد سعادة مدير عام الإدارة العامة للشؤون الفنية والخدمية بالرئاسة العامة الأستاذ نايف الجحدلي بأنه يتم تطهير المصلى وتعطيره وتعقيمه بكوادر فنية متخصصة، على مدار الساعة وبمواد صديقة للبيئة تخدم مصلى الأشخاص ذوي الإعاقة، ويوفر لهم جميع الخدمات التي تسهل لهم أداء عباداتهم بكل يسر وسهوله.
المصلى والمترجم
خصصت شؤون الحرمين الشريفين ممثلة في إدارة ذوي الاحتياجات الخاصة مصلى خاص بهم هيئت أجواءه، ووفرت لهم مترجم لغة إشارة يترجم لهم الخطب والدروس والفتاوى.
تحدث سعادة مدير إدارة ذوي الاحتياجات الخاصة الأستاذ فيصل الجودي عن الخدمات التي يتم تقديمها لهم قائلا: تم تهيئة مصلى خاص لذوي الإعاقة السمعية يتم فيه تعليمهم القرآن الكريم من حفظ وتلاوة بلغة الإشارة بجوار باب رقم (93)، بالمسجد الحرام.
وذكر الجودي أن من الخدمات التي تسهل تحرّكهم، توفير الرموز الإرشادية داخل الحرم المكي الشريف، والتي تساعدهم على الاستدلال على أماكن ومرافق الحرم من خلال رموز مرسومة ومختصرة بجميع اللغات.
وأضاف الجودي بأنه يتم توزيع سي دي لتفسير معاني القران بلغة الإشارة، كذلك إجابة السائلين على الفتاوى الشرعية بلغة الإشارة، وشرح دروس الحرمين بلغة الإشارة.
مترجم لغة الإشارة
التقت إدارة الإعلام والاتصال بسعادة مترجم لغة الإشارة الأستاذ يحيى اللهيبي، والذي يقدم خدماته منذ (١٨) عاماً فتحدث معنا عن ما يراه في أعينهم فقال: فخور جدا والحمد الله -عز وجل- أن اختصني لهذه المكانة العظيمة التي أقوم بها والصم أيضًا سعيدون بهذه الخدمة التي تقدم لهم.
وقال اللهيبي: إن الترجمة بالمسجد الحرام تحظى باهتمام من حكومة خادم الحرمين الشرفين لجميع اللغات، ومنها الترجمة بلغة الإشارة، فالرئاسة العامة اهتمت اهتماما بالغا بهذه الترجمة لكي يستفيد منها الأشخاص ذوي الإعاقة السمعية والبصرية القادمين للمسجد الحرام من جميع أنحاء العالم، حيث إنهم يأتون إلى موقع الترجمة في صلاة الجمعة جماعات وفرادا فيجدون الخدمة مقدمة لهم من تهيئة المكان وترجمة الخطبة بلغة الإشارة، وبعد الصلاة يتم استضافة مفتي للإجابة على أسئلتهم، حيث أقوم بترجمتها للمفتي، والحمد لله أجد الإشادة من الإخوان الصم من جميع أنحاء العالم لهذه الخدمة وأيضا الصم من المملكة العربية السعودية سواء كانوا مواطنين أو مقيمين.
كما أكد اللهيبي تفاعلهم مع الخطب والدروس قائلا: أنا كمترجم أعرف متى يكون الأصم متفاعلا معي وإشارتي واضحة له، فأحيانًا بعض الصم يتأثر من الخطبة فأجده يبكي خاصة عندما تتحدث الخطبة عن الجنة والنار وعن مواقف النبي -صلى الله عليه وسلم-، وهذا دليل أن الأصم أستوعب الخطبة جيدًا ووصلت المعلومة إليه بالشكل المناسب.
وقال اللهيبي: الترجمة لا تقتصر على خطب الجمعة فهناك عدة برامج قامت بها الرئاسة منها الدروس، وكذلك دورات لتعليم لغة الإشارة لمعلمي تحفيظ القران بالمسجد الحرام لتحفيظ القران للصم، والإقبال جيد وبعض الصم يحفظ أكثر من جزء من القرآن، والحقيقة أن الخدمات التي تقدم لهم عظيمة وتحظى برعاية من معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد الشيخ الأستاذ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس فهو مهتم جدا بهذه الفئة، ودائمًا ما يكرمهم ويحفزهم ويدعمهم -جزاه الله خيرا- وجعل ما يقدم في موازين أعماله، وأيضا الصم يحبون الشيخ حباً بالغا فتجد بعض الصم يضعون صورة الشيخ عبدالرحمن السديس في الحالة في هواتفهم، وبعضهم يتابع أخبار الشيخ وأنشطته فيرسلها لنا، والرئاسة مستمرة بتقدم أرقى الخدمات لهم، ولا يتوقفون عن التطوير والابتكار.