عمر شيخ – مكة المكرمة .
أصدر المعهد الإسلامي للبحوث والتدريب، التابع لمجموعة البنك الإسلامي للتنمية، تقريرًا يسلط الضوء على التقدم الذي أحرزته الدول الـسبعة والخمسون الأعضاء في البنك الإسلامي للتنمية نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة .
و خلص التقرير، المعنون
بـ ” الوصول إلى أهداف التنمية المستدامة : التقدم المحرز لدى الدول الأعضاء في البنك الإسلامي للتنمية ” ، إلى أنه على الرغم من التقدم الذي أحرزته الدول الأعضاء في البنك الإسلامي للتنمية نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة، فإنه لا يزال أمامها طريق طويل لتقطعه إذا ما أرادت تحقيق الأهداف بحلول عام ” 2030 ” م .
و بلغت نسبة التقدم الإجمالية لدول البنك الإسلامي للتنمية على مؤشر أهداف التنمية المستدامة ” 61 ” نقطة ، مما يشير إلى أنها مجتمعة قد تجاوزت بشكل طفيف ” 60% ” من مسيرة تحقيق الأهداف السبعة عشر للتنمية المستدامة .
لا تزال ثمة تحديات كبيرة ، مع وجود فوارق واضحة في مستوى التقدم بين مختلف الأهداف. فعلى الرغم من الإنجاز الكبير في بعض الأهداف، كما هو الحال في الهدف ” 13 ” ( العمل المناخ )
و الهدف ” 12 ” ( الاستهلاك – و الإنتاج المسؤولان ) ؛ يظل التقدم منخفضاً بالنسبة لأهداف أخرى ، منها على وجه التحديد الهدف ” 9 ” ( الصناعة والإبتكار و البنية التحتية ) و الهدف ” 5 ” ( المساواة بين الجنسين ) و الهدف ” 10 ” ( تقليل عدم المساواة ) .
و هناك أيضًا تباين واسع بين الدول الأعضاء من حيث نسبة تحقيق أهداف التنمية المستدامة ، إلى جانب اختلاف أولويات تلك الأهداف من دولة إلى أخرى .
و هذا يعني ضرورة أن يتبنى البنك الإسلامي للتنمية نهجًا يركز على إهتمامات الدولة العضو عند تقديم مبادراته نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة ، بالإضافة إلى تعزيز التعاون لتحديد الأهداف التي تهم كل دولة من الدول الأعضاء وطريقة معالجتها .
و في معرض تعليقه على إصدار التقرير ، قال الدكتور / سامي السويلم ، المدير العام بالإنابة للمعهد و كبير الإقتصاديين في مجموعة البنك الإسلامي للتنمية : ” يساهم هذا التقرير ضمن جهود البنك الإسلامي للتنمية من خلال تقديم أدلة تستند إلى البيانات لتوجيه تدخلات البنك في الدول الأعضاء من خلال عرض شامل للتقدم المحرز نحو أهداف التنمية المستدامة .
كما يظهر التقرير أن الدول الأعضاء لا تزال تواجه تحديات متنوعة و فريدة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة ، مع تأخر بعض الدول الأعضاء عن بعضها الآخر .
و تختلف نسبة تقدم الدول الأعضاء كذلك حسب الأهداف
و الأبعاد المختلفة ، حيث تكافح لتحقيق أولويات التنمية المتنافسة ” .
و قد وجد التقرير أن الجانب الأكثر تحديًا لأهداف التنمية المستدامة لدى الدول الأعضاء في البنك الإسلامي للتنمية هو جانب الازدهار ، و على وجه التحديد الهدف ” 9 ” ( الصناعة
و الإبتكار و البنية التحتية ) .
و في واقع الأمر ، فإن القطاعات التي تشكل الهدف ” 9 ” ( الصناعة و الإبتكار و البنية التحتية ) – هي القطاعات الأساسية و الجوهرية في تطوير كافة الدول الأعضاء ، و من ثم يوصي التقرير بأن تقوم مجموعة البنك الإسلامي للتنمية بتوجيه مواردها المحدودة لتحسين هذه القطاعات ذات الصلة .
و نظراً للترابط بين أهداف التنمية المستدامة ، فإن المساهمة في تحقيق الهدف ” 9 ” من شأنه أن يساهم أيضًا في تعزيز الأهداف الأخرى التي لا تزال الدول الأعضاء تكافح من أجل تحقيقها .
و يشتمل التقرير على ثلاثة أجزاء؛ يحتوي الجزء الأول منه على المقدمة ، و يعرض النتائج الرئيسة للتقرير ، و يناقش إنجازات الدول الأعضاء مجتمعة نحو أهداف التنمية المستدامة ، و يغطي القضايا المتعلقة بموقع الدول الأعضاء فيما يتعلق بأهداف و إنجازات أهداف التنمية المستدامة ، كما يعرض أداء الدول الأعضاء على مستوى المراكز الإقليمية للبنك ، و يقدم ملخصًا للنتائج الرئيسة للتقرير .
و في الجزء الثاني تُعرض النتائج من خلال رسوم بيانية حسب المراكز الإقليمية و الدول الأعضاء ، و في الختام يقدم الجزء الثالث تفاصيل حول المنهجية المتبعة .