مع كل يوم جديد تدق ساعة الزمن ،تنبض معها دقات القلوب اشارة الى إستمرار الحياة ،ومع توالي المواسم والفصول . تأملت مع نهاية هذا العام وبداية عام جديد في فصول السنة المتغيرة والمتنوعة في أحداثها بين فترة وأخرى ومن مكان لآخر في هذا الكون الفسيح ، وكيف يتأثر الإنسان ويستعد لكل فصل، في نظام حياته وتنوع سلوكه وملبسه ،بين صيف وشتاء وربيع وخريف بل حتى الأرض تغير ثوبها الأنيق بما يناسب كل فصل من فصولها الأربعة ، بنظام دقيق بديع ، وكيف يبدع كل فن في التعبير عنها، بالكلمة المتألقة ، بقلم كاتب أو لوحة مرسومة بيد رسام ماهر ، ولكن وجدت أنّ هناك فصول متتالية غير ملموسة أو مرئية ولا يستطيع وصفها قلم أو يرسمها مرسام ؟!… تلك الفصول ليس لها زمان محدد أو مكان معلوم ؟!..، تحركها يد القدر بأمر من رب البشر ، فتكون متقلبة المناخ بين عاصفة رعدية تزلزل القلب فتسرع نبضاته وترتجف الاطراف فجأة ً.فيتصدى الصدر تبعاًبالآهات ، وقد تمطر العين دمعاً بلا سحب ظاهرة أو غيمات سابقة ،! وكأنّ الحال يصف شتاء داخلي ترتجف من برده المشاعر أو قد تتجمد كل الأحاسيس . وكأنّهافي وسط الجليد السّاخر ، وقد تتساقط أوراق الطموح ، وكأنها في فصل الخريف العابر، وفي المقابل قد تهدأ العاصفة ويمر هواء عليل يُزهر النفس وكأنّه في فصل الربيع فتسكن و تهدأ بقوة اليقين والإيمان الفطري الجميل، الذي يقاوم موجات كل تلك الفصول ليحل ربيع القلوب فتزهر الصدور وتسقط دموع باردة للفرح، كقطرات الندى على خد الورود، مشاعر مختلفة بين حين وآخر ، تمر بتلك الفصول داخل كل إنسان قد تحصل جميعها في يوم واحد أو في ساعة واحدة ،متناوبة بين حزن وفرح وراحة وألم ، بمرور الأحداث واختلاف المواقف ؟!،..تلك هي حقا مواسم لا تُرسم بالمراسم ؟!..
فلنستعد لها في كل لحظةً، و لا بد أنْ نمر بها جميعها ، ما دامت الحياة ، ولكن لنقاوم ونتسلح بالصبر واليقين والرضا وإن طالت المواسم واستمر الصراع فيها بين القلب والعقل في بحر العواطف والعواصف ،و لنتماسك ، ونوازن قارب الحياة لنسير بأمان ويتغلب ربيع الحياة على بقية المواسم . ولانترك العنان لسيطرة العاطفة حتى لا تعصف بعقولنا الرائدة ، بل نرفعها راية للإنسانية الراقية ،يقول ابن عثيمين ( لابد لكل شيء من عاطفة ولو ماتت العاطفة ما صار الإنسان، العاطفة تحمل الإنسان على التقدم، ولكن تحتاج إلى ضبط وميزان ).[4]
فلنحيا بنفس آمنة مطمئنة ولا يكون ذلك الا بتزكيتها لقوله تعالى:( وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا قَدْ أَفْلَحَ مَن زكَّاهَا وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا [سورة الشمس:1-10].
دمتم بقلوب نبضها الحب والود والتفاؤل
كاتبة/ سحر الشيمي،