جدة – ماهر عبدالوهاب
أوضح الدكتور الرمضي بن قاعد الصقري المشرف العام على الشبكة السعودية للمسؤولية الاجتماعية والمشرف على هذه الدراسة ان المسؤولية الاجتماعية لم تعد مجرد ترف إنما اصبحت ضرورة للتنمية المستدامة في كافة المجتمعات، ولأول مرة تم قياس درجة الإحساس بالمسؤولية الاجتماعية في المجتمع السعودي حيث تعد المسؤولية الاجتماعية مطلباً علمياً وحاجة اجتماعية؛ لأن المجتمع بأسره وأجهزته ومؤسساته كافة في حاجة إلى الفرد المسؤول اجتماعياً، فارتفاع درجة إحساس والتزام أفراد المجتمع بالمسؤولية الاجتماعية يمثل المعيار الذي نحكم بموجبه على تطور ذلك المجتمع وتقدمه ونموه، وتنمية الشعور بالمسؤولية في نفوس أبناء المجتمع ضرورة مؤكدة، وهي مهمة تقع على عاتق المؤسسات الاجتماعية المسؤولة عن تربية الأفراد وتنشئتهم، بل إنها مهمة ملقاة على عاتق جميع الجهات والمؤسسات الحكومية والأهلية، ومؤسسات المجتمع المدني والشركات الخاصة.
والإحساس بالمسؤولية الاجتماعية يصقله الشعور بالواجب، ويؤدي إلى الالتزام بالمعايير والقواعد الإنسانية التي تقود إلى وحدة المجتمع وتآلف أفراده للمساهمة في تحقيق رؤية الوطن
ويأتي هذا الاستطلاع لقياس درجة الإحساس بالمسؤولية الاجتماعية في المجتمع السعودي على أربعة ابعاد أساسية فالبعد الأول يتناول المسؤولية الذاتية: ويقيس هذا البعد شعور الشخص ووعيه نحو ذاته وأسرته اما البعد الثاني المسؤولية الاجتماعية: وهي مسؤولية الفرد نحو أفراد مجتمعه وقضاياهم بينما البعد الثالث يناقش المسؤولية الدينية والأخلاقية ونعني بها إلتزام الفرد بتعاليم الدين الإسلامي والقيم الأخلاقية بشكل عام.
والبعد الرابع: المسؤولية الوطنية: ونعني بها إلتزام الفرد الأخلاقي والسلوكي نحو وطنه ومكانته.
وذلك انطلاقنا من اختصاصنا واهتمامنا ومسؤوليتنا في نشر ثقافة المسؤولية الاجتماعية تم اعداد هذا الاستطلاع من خبراء في هذا المجال ليكون متاح للجهات الرسمية والمخططين المعنيين بالمسؤولية الاجتماعية والتنمية المستدامة لعمل البرامج المناسبة التي تنطلق من أساس معرفي مبني على الواقع الفعلي . وذلك من خلال استطلاع رأي عينة لا باس بها من الناحية العلمية تعطي مؤشرا في هذا المجال للجهات المعنية لتحفيز المؤسسات والشركات الى تطبيق قيم ومبادئ ومعايير المسؤولية الاجتماعية. والتي تعتبر أحد ركائز رؤية المملكة العربية السعودية 2030 وكذلك اهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة SDGs لان التنمية المستدامة تكاملية بين كافة القطاعات، والاقرار بالمسؤولية الاجتماعية والافصاح عنها أصبح مطلب تنموي ليس في المحيط المحلي انما على المستوى الإقليمي والدولي أيضا.
كما نوجه رسالة للشركات والمؤسسات التي لم تدمج المسؤولية الاجتماعية في اعمالها حتى الان بأنها سوف تفوت عليها فرص استثمارية لان المعايير العالمية الحديثة تجعل المسؤولية الاجتماعية أحد أهم المعايير في التقييم للتعامل والتعاون وتنفيذ المشروعات مع الشركات والمؤسسات وقد أشارت الى ذلك كثير من التجارب والدراسات الدولية الى أهمية الاستدامة في الاعمال للتعامل معها لذلك حان الوقت لتبني استراتيجيات الاستدامة في اعمال الشركات والمؤسسات بل وحتى المؤسسات والهيئات الحكومية.
ولله الحمد في الفترة الأخيرة بالمجتمع السعودي نجد تطورا ملحوظا حول هذا الاتجاه وخصوصا في قطاع الاعمال، ونحن وخبراؤنا نعمل على خدمة كافة الجهات العامة والخاصة لدمج الاستدامة او المسؤولية الاجتماعية في ممارسة الاعمال.
وفي الختام نقدم بجزيل الشكر لكل من ساههم في اعداد وإخراج هذا الاستطلاع للنور ونأمل ان يكون مفيدا للجهات المعنية ومحفزا للشركات والمؤسسات نحو الاستثمار في الاستدامة