-إبراهيم النعمي
ضمن سلسلة لقاءاتناوحواراتنا في شهر رمضان المبارك مع نخبة من أعضاء المجتمع المحلي من تربويين وادباء وشعراء ومثقفين نلتقي مساء اليوم مع الأستاذ أحمد عداوي تربوي متقاعد ومهتم بالشأن الأدبي و الاجتماعي والثقافي
فأهلا وسهلا ومرحبا بكم استاذ : أحمد
*في البداية ارحب بك عبر صحيفة مجد الوطن الإلكترونية وكل عام وانتم بخير:
اهلا وسهلا باخي الحبيب والاستاذ الفاضل والصحفي المتالق والرجل المثابر والحريص علي ابراز منطقته ودولته وامته في وسائل الاعلام
واشكر لك اخي الكريم استضافتك
واقول لك وللوطن كل عام وانتم بخير وجعلنا الله في الشهر الكريم من صوامه وقوامه وان يعم الخير كل بلاد العالم ويسعد الجميع.
*ممكن تعرف السادة القراء بسيرتك الذاتية والعمل ؟
من مواليد قرية العدايا عام ١٣٧٩
التحقت بالمدرسة الابتدائية ببيش ثم المتوسطة ودرست الثانوية بصبيا
التحقت بجامعة الملك خالد وكانت فرع لجامعة الملك سعود تخرجت منها عام ١٤٠٣
التحقت بسلك التعليم في متوسطة وثانوية العالية لمدة ١٢عاما
ثم نقلت الى متوسطة وثانوية الشريعة لمدة١٢عام ثم عملت مرشدا طلابيا حتى تقاعدت سنة ١٤٣٧
*كيف يستقبل الناس رمضان قديماً؟
استقبال الناس لرمضان
رمضان موسم خير وعبادة وهو موسم ينتظره المسلمون لتوثيق علاقتهم بمولاهم عز وجل وهو موسم زيادة الحسنات والاجور
ويبقي رمضان محطة تزود بالايمان والطاعة وتختلف احوال الناس فمنهم الميسور الحال ومنهم الضعيف والفقير والكل في مجتمعنا حريص علي البذل والعطاء نجد ذلك في سفر إطعام الصائمين والهدايا بين البيوت واستضافة الاصحاب والاخوة،
والسمر في ليالي رمضان والدوري في كل مدينة وقرية والتصفيات
واللعب بعد صلاة الفجر قبل العودة للنوم ومظاهر فرح وسعادة الاطفال والنساء في تجمعاتهم الرمضانية
كما ان معظم الناس يحرصون علي تأدية العمرة وزيارة مسجد الرسول الكريم والصلاة خلف ائمة الحرمين
وهذه مظاهر تنفرد بها بلادنا المملكة العربية السعودية ادام الله عزها وزادها من كل خير
وهذه المظاهر تجدها في كل ربوع الوطن الحبيب
وتبقي بعض الفروقات البسيطة بين المدن والقري
فرمضان قبل أربعين عاما رأيته في صغري والآن في شيخوختي هو رمضان كما ذكرت لكم شهر وموسم الطاعات والعبادات
نسال الله ان يتقبل منا ومنكم ويعيده علينا اعواما عديدة وأزمنة مديدة.
*كيف كان قبل خمسين عامًا ؟
رمضان قبل خمسين عاما
رمضان في طفولتنا رغم ضعف الامكانات وقلة ذات اليد والحاجة إلا أننا كنا نشعر بسعادة غامرة وفرحة منقطعة النظير في تلك السنوات الخوالي وكيف كنا نعيش اجوائه الروحانية
اذكرأن امي تجتهد في شعبان قبل رمضان بتجديد العشة والقبل والبناية وبداخلها ملحة لصنع اللحوح المحلي بيد الوالدة له طعم ونكهة خاصة واظهارها بشكل جميل وتهتم لبناء مسجد صغير قريب من الطراحة لنفطر فيه نحن الصغار وحتي لا نزاحم الكبار ونؤذيهم كذلك شعور المتعة لنا نحن الصغار ونحن نفطر في مسجدنا المخصص وهو عبارة عن بنية شكل مسجل غير مسقوف للاطفال
الوالد منذ منتصف شعبان يحرص على شراء بقرة منتوج غزيرة الالبان لأنه سيعتمد عليها طول الشهر في امداده بالثريث والقطيبه (الزبادي) وفي صنع الفالوجة والتطلي
كان والدي رحمه الله يحرص علي الفطور في المسجد إلا في حالة يأتون ضيوف على مائدة الإفطار والتي كانت متواضعة
عبارة عن تمر وماء وزبادي مع كسر خمير ولحوح صنع البيت وحقنا وفالودةوتطلي وشراب توت أو برتقال وأحيانًا سمبوسه ثم نستمع لبرنامج أم حديجان في ليالي رمضان في اذاعة الرياض وننطلق يعدها لصلاة التراويح والتي كانت سريعة جدا لأن إمام المسجد لايحفظ إلا قصار السور من البروج وتحت حتى الناس.
بعد مانعود من الصلاة يفتح والدي دكانه ويفتح اذاعة القرآن ونستمع لصلاة التراويح من الحرم أيام الشيخ الخليفي والسبيل والحذيفي وكنا نستمع بخشوع وتدبر ويأتيه الزبائن والجيران للبسطة والسوالف
اما نحن الاطفال فننتقل الى الشوارع لممارسة بعض الالعاب مثل الساري والطارق والمزقرة والكرة التي كانت عبارة عن قطعة قماش وفى إحدى السنوات اشترى والدي سيكل كانت قيادته منتهي السعادة
وعند منتصف الليل نعود للبيت حيث تستعد أمي لاحضار السحور نذهب نحن الاطفال الى جدتنا العجوز حيث نلتم حولها وتقوم تحكي علينا الحكايات المرعبة اقلام كرتون كلام فقط واخبار الجن والعفاريت وبعض القصص المسلية احيانا وبعضنا ينام وعاد العجوز لم تكمل حتى يأتي السحور نتسحر وننام وأحيانًا نحضر صلاة الفجر ونذهب للعب في الصباح ايام الصوم الجميل وعند العاشرة نعود للنوم حيث نرش شراشفنا بالماء ونضع الكرسي امام الابواب لننال قليل من البرودة
ولما بدأت الكهرباء تدخل المدن والقري كنا تذهب للمساجد الكبيرة من اجل التمتع بهواء مكيف
اما العمرة في رمضان فهي لاتنسى من الذاكرة .
*بما انك تصوم خارج الوطن الغالي المملكة العربية السعودية كيف وجدت الفرق بين الصيام في الوطن والصيام. خارج الوطن ؟
الصيام خارج المملكة العربية السعودية
رمضان في وطني له حلاوة ويختلف كثيرًابفضل الله الصوم في وسط الاهل والاخوان والخلان والجيران يختلف كثيرا عن الصوم في خارج الوطن
علي الرغم ان المسلمون هنا لهم مساجد كبيرة ويمارسون عبادتهم بكل حرية واطمئنان وترى بام عينك فرح المسلمين بدينهم وتمسكهم به وفخرهم باخلاقه وعاداته والمشاركة في احياء لياليه وفي المناسبات الاسلامية
إلا أن حلاوة رمضان تبقى في السعودية لها طعم خاص
نحن هنا نحرص على ان نتناول طعام الافطار الساعة الثامنة مع المسلمين في المسجد ونصلي المغرب والعشاء والتراويح
وننتهي من الصلاة عند الساعة الحادية عشرة والنصف
نعود للبيوت ونستمر في البيوت نتسامر مع الاهل حتي يحين طعام السحور بعد الساعة الثانية ثم نخلد للنوم ونحرص على أن نصلي الفجر قبل أن نخلد للنوم نهارنا هنا طويل جد نقوم نصلي الظهر الساعة الثانية إلا ربع ظهرا ثم خمسة وربع صلاة العصر
التجول في الحدائق والمنتزهات بعد العصر أو
قد نذهب للتسوق لاحضار مايحتاجه البيت وقبيل المغرب ننطلق للمسجد
ونحن نسير علي هذا المنوال وكلي أمل في العودة القريبة الى أرض الوطن والصيام مع الاحباب.
*ممكن تحدثنا عن تجربتك في الولايات المتحدة الاميركية؟
تجربتي في الولايات المتحدة الأمريكية ؟أنا محب للسفر وقد زرت آكثر من خمسين دولة في آسيا وإفريقيا واوروبا وفي كل بلد له مميزاته ويبقى السفر متعةفي التعرف علي ثقافات العالم والتعرف علي كل جديد
والولايات المتحدة كنت قد زرتها ايام كان احد ابنائي مبتعث فيها وقد استضافني وجال بي في ربوعها هي دولة كبيرة فيها كل شيئ وشاءت ارادة الله ان تضطرني الظروف للعيش ثلاث سنوات متواصلة بسبب ظروف خارجة عن الإرادة وصادف انني متقاعد وكان لا بد من التضحية والغربة وعشت هنا ووجدت الحياة هنا جميلة فالبلد كبير جدا ومتطور ومتقدم في كل المجالات والبلد جميل جدا ومخدوم في أي جهة تذهب اليها كما أن الشعب الامريكي ودود ومتنوع الثقافات والانسان محترم والحياة منظمة كما أن المناخ رغم برودته الا انه جميل جدا الغابات والواحات والسهول الزراعية والمدن الفارهة الجمال كل ذلك وجدته في الولايات المتحده ومع طول مدة العيش هنا تشعر بحب واحترام لهذه البلاد
كما أن استخدام الإنترنت والاجهزة الحديثة سهل التنقل والحياة مع الناس مهما تعددت اللغات
ونتمنى ان تنقل بعض مظاهر الحضارة والتطور للوطن الحبيب
كما انني اجدني وبشوق احاول ان امثل وطني تمثيلا يليق به فبلادي مهوي افئدة المسلمين ومن واجب كل فرد فيه ان يكون سفيرا لوطنه ورافعا لرايته فهو يستحق منا كل ذلك واكثر
كما ان وسائل الاتصالات الحديثه لم يعد هناك غربه او بعد عن الوطن فانا بهذه الوسائل عايش في وطني الحبيب متنقلا بين جباله وسهوله ومدنه وقراه
ومشاركا في الافراح والاحزان وداعيا الله الكريم ان نعود عودا قريبًاالى الاهل والاخوان والاحباب وقد حققنا كل ما نتمني وليس ذلك على الله بعزيز.
*ماهي رسالتك لأعضاء ملتقى زملاء التعليم؟
اعضاء ملتقى زملاء التعليم
تم اختيارهم بعناية وهم قوم قد افنوا حياتهم في خدمة أبناء المسلمين وبناء نهضة هذا الوطن الغالي وهم اصحاب خبرة وموطن حكمة ورجال رشد استمتع بالتواصل معهم وسماع اخبارهم والمشاركة في ذكرياتهم والتمتع بصحبتهم في سفر وسياحة أو عبادة أو نحوها
ويزداد رصيدنا بهم اسأل الله للجميع طولة العمر والصحة والعافية وان نكون جميعا من المحسنين
ولا تنسى أن هذا الملتقى يتقدمه شيوخ قبائل ومدراء تعليم سابقين ومرشدين وموجهين وكتاب وادباء فهم القوم لا يشقي بهم جليسهم.
وكل عام والجميع بخير.
وأخيرا شكرا جزيلا لصحيفة مجد الوطن ‘الالكترونية على تواصلها مع جميع شرائح المجتمع.