عسير – محمد آل غواء
فن المنمنمات الإسلامية هو فن توضيح النصوص التراثية المكتوبة من خلال الرسوم التوضيحية المصغرة ولهذا النوع من الفن الجميل أصول قديمة ترجع للتأثير الإسلامي في الحضارة الفارسية والمغولية والتركية.
وكثيرا ما ارتبط فن رسوم المنمنمات بالملاحم التاريخية والأخبار والقصص التراثية المطولة المتداولة في حضارات الشعوب وقد اعتنى خلفاء الدولة العثمانية بهذا الفن بدرجة كبيرة وبذلوا أموالا طائلة في رعاية الفنانين والرسامين والخطاطين.
ومن ذلك قيام السلطان العثماني مراد الثالث بتحويل كتاب السيرة النبوية للكاتب التركي مصطفى بن يوسف إلى ملحمة تاريخية (مصورة) بعدد كبير جدا من الرسومات والمنمنمات واللوحات الفنية التوضيحية لأحداث السيرة بلغ عددها 814 منمنمة ورسمه فنية مبثوثة في ستة مجلدات ضخمة.
وبمناسبة غزوة بدر الكبرى التي يرد ذكرها اليوم السابع عشر من شهر رمضان المبارك لعل من الملائم التعريف ببعض هذه المنمنمات والرسومات التوضيحية لغزوة بدر.
ويظهر في بعضها شكل العريش الذي كان يقوم فيه الرسول صلى الله عليه وسلم ويدير المعركة منه وتبين بعضها تصويرا للملائكة التي تنزلت لمناصرة الصحابة وفي منمنمة أخرى توضيح لقيام الصحابة الكرام على بن أبي طالب وحمزة بن عبد المطلب في قتل صناديد وفرسان قريش بينما تظهر رسمه أخرى القليب أو البئر الذي تم رمي جثث ورؤوس قتلى المشركين فيه.
يقال أن الصورة قد تكون أبلغ من ألف كلمة وهذا ليس شرطا أن يكون حكما عام وثابت ولكن قد يكون من الملائم عرض الكلمة والموضوع بأكثر من طريقة بهدف كسر الرتابة والتكرار.