من العادات المحببة للجازانيين قضاء عطلة عيد الفطر المبارك في القرى والأرياف الجيزانية، وهي ذكريات تفوح برائحة البخور والمسك فيها مشاعر الغبطة والنشوة، فهناك الكثير من ابناء المدن يعودون في هذه الايام الى قراهم الصغيرة وتلك الارياف التى عاشوا فيها وتربوا، يتذكرون المواويل والحنين الى الصبا وتلك الشعاب وأصوات الماضي البعيد، وهم يحتفلون بأعراس البهجة على تلك الاضواء الجميلة الخافتة ونسيم الوادي المحملة برائحة الاشجار العطرية المختلفة، وترحل بهم قوافل الذكرى ليلاً مع همس النسيم الى اجواء تلك الليالي العيدية الجميلة قرى الريف حيث يحلو السمر.
شواطئ جازان الخلابة تنتظر زوارها.. ودليل تعريفي بالأماكن السياحية
ومما لا ينسى من رائحة ذكريات زمان في القرى الوجبة الدسمة، اكلة المغش والمرسة واكلات اخرى تستخدم بطريقة الوقود التقليدي، وعدد من الوجبات المتواضعة تستخلص من نتاج الارض، فالكل في هذه الايام يتذكر تلك الطقوس والتقاليد التي تلاشت واختفت، والتي لم يعد لمفردات الماضي وجود في قواميسها بعد ان غزتها طقوس المدينة.
“الميفا” طبق رئيسي في ليالي العيد
ويعتمد كثير من أهالي منطقة جازان في اكلاتهم الشعبية على ما يسمى ب “الميفا” المعروف ب “التنور” في إعداد المأكولات التقليدية التي اشتهرت بها المنطقة، خصوصاً خلال شهر رمضان المبارك وايام عيد الفطر المبارك، حيث يحصر الأهالي على تجهيز الميفا، فلا يكاد تخلو البيوت الجازانية عادةً من وجود الميفا، ويصنع الميفا أو التنور من الفخار، بحيث يصمم على شكل وعاء مجوف، وبأحجامٍ مختلفة، تتوافر في الأسواق الشعبية بالمنطقة، ويستفاد منه في طبخ المأكولات الشعبية كحنيد اللحم الجازاني بنكهة أشجار المرخ والبشام
وتخصص كثير من الأسر في جازان الميفا غالباً لإعداد الشوربة التي توضع في بادئ الأمر في “البورمة”، ذلك الوعاء الحجري المجوف، المضاف إليها قطع اللحم، ومن ثم وضعها في الميفا، لتشكل حينذاك نكهة مختلفة تميزها عن الشوربة العادية، ليأتي دور إعداد المغش، ذاك الإناء الحجري المصمم على شكل قدر صغير أو متوسط الحجم، وتوضع فيه خضراوات مثل الطماطم والبامية والكوسة والبطاطس إلى جانب اللحم.
ويستخدم الميفا أيضاً لإعداد العيش أو الخمير، الذي يتكون من حب الذرة الرفيعة، المطحونة بعناية في المطحنة التقليدية، والمعدة بطريقة تسهل خبزها ووضعها في الميفا، كما يستعمل لإعداد السمك وكثير من الأكلات الشعبية التي عرفت عن أهالي المنطقة وتوارثوها جيلاً بعد جيل، ورغم تطور أنماط الحياة بجازان وتطور النمط العمراني وتعدد أنماط الطهي الحديثة، يظل الميفا محتفظاً بمكانته في البيوت الجازانية، وذا علاقة وثيقة بكثير من الأسر فيها.
دليل مطبوع لمواقع السياحية بالمنطقة:
” في القرية التراثية وهي احد المواقع السياحية التي سوف تشهد عددا من الفعاليات خلال عطلة عيد الفطر المبارك، فقد تم تجهيز القرية التي تحتوي على صالة للفنون التشكيلية لكبار فناني المنطقة، ومتحف تعود آثاره للعصور الحجرية وصور قديمة ومعالم اثرية شاخصة في المنطقة، وعينات لجميع التراث الشعبي المادي لمنطقة جازان من ملبوسات وأواني الطبخ والأسلحة القديمة وأدوات زراعية وأدوات الصيد البحري.
من المواقع السياحة في المنطقة التي يرتادها زوار المنطقة خلال عطلة عيد الفطر وادي جازان ومتحف جازان بمحافظة صبيا ومطل العارضة ووادي لجب بالريث، وجبال فيفا الساحرة ذات الطبيعة الخلابة، وشاطئ بيش وقرية القصار في فرسان، ومرسى الحافة بجازان والعيون الحارة في الخوبة وبني مالك، كما أن عطلة عيد الفطر المبارك تستهوي هواة الغوص والنزهة البحرية، حيث تتميز جازان بشواطئ خلابة وسواحل بكر تمتد لمسافة 200 كلم من الجنوب الى الشمال، تتميز هذه الشواطئ برمال ناعمة ومياه ذات لون فيروزي، وعالم مثير وجذاب فيه صور الدهشة وجميلة للكائنات الحية البحرية، واحياء مائية غريبة وشعب مرجانية هائلة تعطي في تكوينها الواناً واشكالاً رائعة وجميلة لهواة الجمال والتصوير، كما يحتوي الدليل على رياضة الغوص ومواقعها وقواعد الغوص ومراكز بيع الادوات.
حمد دقدقي المشرف العام على القرية التراثية