مكةالمكرمة – سامية الصالح
امتدادٌ لجهود قادة هذه البلاد المباركة في خدمة الحرمين الشريفين وإيصال رسالتهما
أشادت سعادة مستشار ومساعد الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي للشؤون النسائيّة الدكتورة فاطمة بنت زيد الرشود، بالدعم والاهتمام الكبيرين اللَّذَينِ يوليهما ولاة الأمر في المملكة العربية السعودية للحرمين الشريفين منذ بزوغ فجرها الأغر.
ووصفت سعادتها الموافقة الكريمة على إقامة ندوة علمية كبرى بعنوان: (الفتوى في الحرمين الشريفين وأثرها في التيسير على قاصديهما) بأنّها انتهاجٌ للطريقةِ المثلى، وامتدادٌ لجهود قادة هذه البلاد المباركة في خدمة الحرمين الشريفين وإيصال رسالتهما السامية إلى بقاع الأرض، وفق سياستها القويمة المستمدة من كتاب الله -عز وجل- وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وإعرابٌ عن الثقة التي حازتها الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي بحرص الداعمينَ، و جهدِ العاملين. حيثُ أثبتت قدرتها على تخطّي الأزمات و تذليل الصعوبات، وبذل الطّاقات في سبيل خدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما.
وبينت سعادتها أنّ مواطن الإنجاز طريقٌ إلى كسب الثقة، وفُشُوِّ روح العطاء، بل يصير بها العملُ بنّاءً وهادفًا، وهذا ما برهنته المرأة في الحرمين الشريفين، حيث أثبتت جدارتها في الميادين كافة، و تجلّت قدراتها الخلاّقة في كلّ مهمّةٍ تُناطُ بها، فحظيت بثقة معالي الرئيس الذي بوأها أسمى المناصب في الحرمين، وقلّدها مسؤولية خدمة قاصدات بيت الله العتيق و مسجد نبيه-عليه الصلاة والسلام-والعناية بهنّ وتيسير أداء مناسكهنّ.
وأشارت إلى أنَّ الحديثَ عن نقاط الاتفاق على أهمية الفتوى للنّساء وتقريرها يفتح آفاقاً من التلاقي والقبول والإقبال، و إنّ في إعداد و تأهيل مفتياتٍ ومجيباتٍ للأسئلة والاستفتاءات النِّسائيّة، وإيجاد بدائل تحقق التكامل بين الفتوى والتقنية، و تسدّ خلل ندرة وجود مفتياتٍ أو مجيباتٍ للسائلات والمستفتيات، يقلّل الفجوة، ويردم الهُوَّة، ويجعل فرص الوصول إلى المغزى أقرب وأسنح؛ فالمرأة المفتية إذا توفرت فيها الكفاءة العلمية الكافية، و المواصفات العقلية الوافية هي أولى بإجابة المرأة المستفتية؛ إذ إنّها أدرى بأختِها و أحفظُ لحيائها المرعيّ؛ لما تقتضيه حساسية بعض المسائل النسائية من خصوصيةِ حكمها الفقهيّ.
و أوضحت الرشود أننا يجب أن نتأسّى بالسلف الصالح من أمهات المؤمنين و الصحابيات -رضوان الله عليهنّ- و نساء الأنصار اللاتي لم يمنعهن الحياء أن يتفقهن في الدين ويُفقهن. ولنا في أمّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- خير مثال والتي عُدت من الصحابة السبع المكثرين في التوقيع عن الله؛ حيث كانت أفقه نساء الأمة على الإطلاق، واستقلت بالفتوى في خلافة أبي بكر وعمر وعثمان إلى أن ماتت رضي الله عنهم أجمعين، وكذا أم عطية الأنصارية وهي من الصحابيات الفقيهات وأنموذج للمرأة التي تحرص على التعلم وتعليم ما تعلم، إذ كانت تأخذ التوجيهات من النبي -عليه الصلاة والسلام – وتبلغها للنساء وتنفذُّها معهنّ، وكُنَّ يرجعن إليها عند الاختلاف في شيءٍ من المسائل النسائية، وقد حُفظت الفتوى عن مائة ونيف وثلاثون نفسًا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بين رجل وامرأة، كما ذكر العلامة ابن القيم، منهم نحو اثنتين وعشرين مفتية.
ودعت سعادة المساعدة الرشود إلى التجديد والتطوير في وسائل الإفتاء وإجابة السائلين في الحرمين الشريفين بما يواكب الواقع التقنيّ و الرّقمنة التي اختصرت الزمان ورفعتِ الحرج، و كفت المستفتي مؤنة التنقل بين الأمكنة بحثًا عن المفتي. وتبني مشروع إفتاء الحرمين الإلكتروني، مؤكدةً ضرورة جمع المسائل التي يكثر السؤال عنها، أو يتكرّر الخطأ فيها من قِبل المعتمرين والحجاج والزائرين، يعضِّدُ ذلك كلُّه إيجاد المواد المرئية والمقرؤة، والبرامج التوعوية، والتثقيفية والتعليمية الميسرة لمعرفة المناسك، والمعينة على فهمها ونشرها للحدِّ من الوقوع في الأخطاء التي قد يترتب عليها بطلان عملهم ووجوب إعادته أو لزوم الفدية والكفارة.