مقالات مجد الوطن

مودة الفؤاد عاشوراء

“” “” “” “” “” “” “” “”
بدأ العام الهجري ١٤٤٤ بآخر الأشهر الحرم المتتالية شهر الله المحرم بصفحة بيضاء يخط عليها كل منا أعمالة التي تكمل رواية كتابه الذي سيتناوله بيداه .
هذا الشهر المحرم به أول مواسم الخيرات التي يكرمنا بها الخالق تبارك وتعالى خلال العام لنجني منها الخير الوفير من ثمار الحسنات .
العاشر من شهر محرم يوم عظيم نجى الله فيه موسى الكليم من الطاغيه فرعون ، ويوافق في هذا العام يوم الإثنين حيث يستحب الصيام هذا اليوم .
والمصطفى عليه الصلاة والسلام أمر في السنة الثانية من الهجرة بوجوب صيام يوم عاشوراء لفضله حتى فرض شهر رمضان المبارم فأصبح صيام هذا اليوم سنة مستحبة لمن أراد صيامه ، وسبب صيامه هو أن رسول صلى الله عليه وسلم عندما قدم للمدينة كما روى إبن عباس حيث قال : قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء فقال : ما هذا ؟ قالوا : هذا يوم صالح ، هذا يوم نجَّى الله بني إسرائيل من عدوهم فصامه موسى .
قال : ( فأنا أحقُّ بموسى منكم ، فصامه وأمر بصيامه ) ولصيام يوم عاشوراء فضل كبير .
روي عن أبي قتادة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه قال : ( … وصيام يوم عاشوراء أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله ) أخرجه مسلم في صحيحه ، والمقصود بالذنوب صغائرها لا كبائرها لأن كبائر الذنوب تحتاج إلى توبة ، وروى البخاري في صحيحه عن عبدالله ابن العباس قوله ( ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يتحرى صيام يوم فضله على غيره إلا هذا اليوم يوم عاشوراء …) وجاء عن أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها أنها قالت : ( أن النبى صلى الله عليه وسلم كان يصوم عاشوراء )
وكان بعض السلف رضوان الله عليهم يصومون يوم عاشوراء في السفر ، ومنهم ابن عباس وأبو إسحاق السبيعي والزهري ، وكان الزهري يقول : رمضان له عدة من أيام أخر ، وعاشوراء يفوت .
وصيام هذا اليوم على ثلاث مراتب يجوز القيام بأي منها ، وهي :
١ / صيامه منفردآ كما فعل عليه الصلاة والسلام حيث قال : ( لأن عشت إلى قابل لأصومن التاسع ) بمعنى يصوم ٩ و١٠ من الشهر .
٢ / صيام يوم قبله أو يوم بعده لقوله عليه الصلاة والسلام : ( صوموا يومآ قبله أو يومآ بعده ) ٩ و١٠ أو ١٠ و١١ من الشهر .
٣ / أن يصام ثلاثة أيام ٩ و١٠ و١١ لما جاء عنه صلى الله عليه وسلم : ( صوموا يومآ قبله ويومآ بعده )
والمراد من صوم يوم قبله أو بعده مخالفة اليهود ، ويستحب في هذا اليوم التوسعة على الأهل لما ثبت عن أبى هريرة رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( من وسع على أَهله يوم عاشوراء وسع الله عليه سائر سنته ) أخرجه البيهقى فى شعب الإيمان ، وقال ابن عيينة : قد جربناه منذ خمسين سنة أو ستين فما رأينا إلا خيرآ .
فسبحان الله الرحيم الكريم المتفضل علينا بالعطايا والخير الوفير لنفوز بالجنان برحمته وغفرانه .
ومن أصدق من الله قيلآ { ذَ ٰ⁠لِكَۖ وَمَن یُعَظِّمۡ شَعَـٰۤىِٕرَ ٱللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقۡوَى ٱلۡقُلُوبِ }
نبيه بن مراد العطرجي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى