الروح/ صفية باسودان – جازان
انحنيت على القطة ومسحت على رأسها تحركت لتقرب أكثر مني، حملتها كطفلة صغيرة وأنا أقول لها: “أنتِ شجاعة.. أنتِ بطلة” ثم أخذت ألعب معها، أدرت مفتاح لعبتها المفضلة (لعبة الفأر) ركضت وهي تركض خلفها من مكان لآخر وصورة الكلب طبعت في ذهني ولا تفارقه، استمرينا هكذا حتى غلبنا النعاس ونمنا.
في اليوم التالي، بزغت الشمس لتوها فوق الأفق، ولكنني كنت استشعر بالفعل أشعتها الساخنة في مواجهة وجهي. بينما أمد يدي لتناول كيس الخضروات ومكونات الطعام من البقال، شعرت بإهتزاز الجوال وضعت يدي عليه لكي أرد على المتصل. للحظة، كلمت (أم قناعة) تدعوني فيها للحضور عصر اليوم إلى منزلهم.
انتهيت من أعمالي المنزلية واستعديت لأحضر نفسي، ومن ثم شغلت مركبتي وأخرجتها من موقفها، قدتها بإتزان وأنا أفكر طيلة مسافة الطريق فيما تريده (أم قناعة) مني.
وحين وصلت كما فكرت تركت سيارتي في مواقف السوق القريبة من مسكنهم، واسلمت قدامي لرياضة المشي، كان الزقاق الخاص بهم أطول بكثير مما وصفته (قناعة) ليلة البارحة، في الواقع لم أستطع التراجع فقد قطعت فيه شوطًا كبيرًا.
وأيضًا كما فكرت وفي هذه المرة أصبت. حددت موقع البيت بفضل معلم الحي ألا وهو – البقالة – حيث اكتسحت الأفق المجتمعي من الحي إلى المدينة واكتسبت شهرتها بفضل بطاطس الشيف جميل المقلية، فقد استقطبت الناس من كل دار للذة طعمها الذي لا يعلى عليه.
بدت في حيرة من أمري. “أيهم الباب؟، لن أخمن ولا يحوز لي أن أطرق الأبواب كي أعرفه. أوه، وجدتها! سأسأل جميل صاحب الدكان”.