الشاعر والإعلامي / أبكر عاتي – جازان
القرية التراثية بجازان هي منتجع سياحي بطابع تراثي يكتظ بالزوار من جنسيات متعددة من داخل المنطقة ومن خارجها على مدى العام ، وفي كل موسم يختلف عدد القادمون إليها بيد أنهم يتزايدون في فصل الشتاء نظرًا لاعتدال الجو مائلا للبرودة حيث أنها ذات موقع ملائم بمحاذاة البحر بالكورنيش الجنوبي.
وقد أولت إمارة منطقة جازان ممثلة في فرع وزارة السياحة والجهات الأخرى المعنية اهتماما كبيرا وسخيا بهذا العصر المتنقل بين الماضي والحاضر
وقد تم العمل على تحسينها وتجديدها بصفة مستمرة ، وتمتاز القرية التراثية بتنوع أركانها ومحتوياتها وهذا التنوع بزغ من حيث البيئة والتضاريس فالبيت الفرساني مستوحى من طريقة بناء البيوت القديمة في جزيرة فرسان والأداوات المستخدمة وكذا القلعة الجبلية كذلك مستوحاة من التضاريس الجبلية الخلابة أما البيوت التهامية فهي تنقسم إلى أكثر من نوع مثل العشش والعرش كما احتوت تلك المباني على العديد من الأدوات التي أوضحت ملامح التراث بها ومن خلالها يتعرف الزوار عليها عن طريق اللوحات التعريفية والمرشدين السياحيين
ومن تلك المدخرات التراثية الأسلحة الحربية القديمة مثل البندقية ونحوها ومن الأدوات التي تستخدم للأغراض الزراعية مثل الفأس والمنجل والشاعوب والأدوات المنزلية القديمة التي لا تخفى على الكثير منا ومعضمها تستخدم إلى الآن في أغلب المنازل كما تحتوي تلك المباني الموجودة في القرية على أنواع عديدة من الأزياء الشعبية ويرجع كل زي لطبيعة كل منطقة وثقافتها حيث أنها تتلون وتتناسق على حسب كل ثقافة وبيئة (الجبلية والبحرية والتهامية).
وتحتوي القرية التراثية على مرافق أخرى وحيوية ومنها المطاعم والكافيهات والمعارض التسوقية على محيطها الداخلي والخارجي وتتوسطها حدائق عشبية تفوح برائحة الورد كما تعانق الروائح العطرية التي تنتجها الأسر المنتجة وتبيعها في تلك المحلات الزاخرة بالأيدي النسائية ذات الأنامل المبدعة التي تنسج الخيال وتفوح بالعبق في الأنحاء الواسعة كما أن للمطعم الشعبي دور كبير في استقطاب الزوار ففي تلك المطاعم كل ما لذ وطاب من الأكلات الشعبية مثل المعصوب (المرسة) والكبسة والعصيد والحيسية والمغش وكشنة السمك والسمك المشوي والمحنوذ وغيرها من الوجبات الأخرى فالقرية التراثية بجازان طموح يعانق السماء ويتوهج سحرا وجمالا مندمجًا بنسيم البحر فهنيئا لكل من عشق هذه العروس الساحرة.
