جدة ـ ساميه الصالح
واكبت فرقة “كورالا” الطربية السعودية، احتفالات المملكة بيوم التأسيس بعرض مجموعة من الأغاني الوطنية التراثية، تصدرتها رائعة “وطني الحبيب” لصوت الأرض طلال مداح، خلال حفلها الثالث على مسرح ذا كلوب بحديقة الشلال بجدة، بعدما أعادت ليالي الفن الجميل لعروس البحر الأحمر منذ اطلالتها في ديسمبر الماضي.
وأقامت الفرقة التي أسسها الدكتور بندر سامي عرب حفلها الشهري الثالث أمس، بقيادة المايسترو الدكتور كريم عبد العزيز، وظهر أفرادها بالزي الوطني لاحتفالات “يوم بدينا”، وردد الجمهور الشغوف بالفن الأصيل مع أفرادها، كلمات الدكتور مصطفى بليلة التي شدى بها طلال مداح: “”روحي وما ملكت يداي فداه، وطني الحبيب وهل أحب سواه، وطني الذي قد عشت تحت سمائه، وهو الذي قد عشت فوق ثراه، منذ الطفولة قد عشقت ربوعه، وطني الحبيب وله أحب سواه”.
وبدأت “كورالا” التي تعد أول فرقة للفن الجماعي بالسعودية ـ تتكون من 6 فتيات و5 شباب ـ حفلها بالنشيد الوطني الذي اداه الجمهور بقيادة المايسترو كريم عبدالعزيز، ثم شدت بأغنية “وطني الحبيب” ودمجت في حفلها الثالث بين الأغاني الطربية الخليجية والعربية، وظهر بشكل لافت الجهد الذي يبذله المايسترو مع الايقاعيين الخليجيين الذين أبدعوا تحت قيادته في تنويع الايقاعات في بعض الأغاني، مما اضفى طابعاً خاصاً بالفرقة دون الاخلال بروح الاغنية الاصلية.
وفي نهاية فقرتها الأولى على المسرح أدت الفرقة مدلي لمنوعات من الأغاني الوطنية الشهيرة تفاعل معها الجمهور كثيراً، واستمرت الحفلة على الأغاني الطربية الجميلة وسط تفاعل الحضور الذي تنوع بين كبار السن الذين عاصروا الأغاني وبين الشباب الذين يستمتعون بالفن الجميل، وأنهت “كورالا” حفلها بمدلي مطول لأجمل أغاني الفنانة وردة وسط تفاعل ايضاً من الجمهور.
وكشف الدكتور بندر سامي عرب مؤسس ورئيس فرقة “كورالا” عن إقامة 9 حفلات في مواعيد ثابتة حتى ديسمبر 2023، تأكيدا على التزام الفرقة في تقديم حفل طربي شهري، تم اعلان مواعيدها بشكل واضح عبر مواقع التواصل الاجتماعي، في تأكيد على الرغبة الكبيرة في مواصلة النجاح وتحقيق الاستدامة لأحد الفنون المهمة التي غابت عن السعودية سنوات طويلة.
ويٌرجع بندر عرب ـ الحاصل على الدكتوراه في الإدارة الاستراتيجية ـ السبب وراء اطلاقه فرقة “كورالا” إلى أن الكورال من فنون الأداء الجماعية التي توظف فيها أصوات الفريق بمختلف درجاتها الصوتية لتكوين نسيج صوتي موحد، ومتكامل ذو ابعاد لا يستطيع الصوت المنفرد الوصول لها، لذلك يشعر المستمع بمتعه أكبر عند سماع الأداء الكورالي لأغاني منتشرة ومعروفة.
ويقول: “جمعت الفرقة مجموعة من الهواه الشغوفين بالموسيقى والغناء، يدربهم مايسترو محترف هو الدكتور كريم عبدالعزيز، أستاذ الموسيقى العربية بجامعة الإسكندرية، وهدفها تقديم الغناء الطربي بحفل جماهيري كل شهر، وقد اختارت الفرقة اسمها (كورالا) من النغمة الموسيقية السادسة في السلم الموسيقي (La) والتي يطلق عليها في السلم الموسيقي الغربي (A) وهي النغمة الوحيدة التي يستطيع أي مخلوق ناطق ان ينطق بترددها الصوتي، بينما بقية النغمات قد تكون موجودة عند بعض المخلوقات ولا يستطيع البعض الاخر أن ينطقها”، مؤكداُ أن ذلك “يعطي نوعين من التفرد للاسم المختار، الأول ان الفرقة تريد ان توجد التناغم بين الأرواح من خلال تقديم الغناء بطريقة تقع في قلوب وأذهان الكل دون استثناء، والثاني اننا اخترنا النغمة الأولى على السلم الموسيقي لتفردنا كأول مشروع تجاري خاص يقدم الغناء الجماعي فقط في حفلاتنا الرسمية الشهرية”.