طاهر حكمي / جازان
ما اشبه ليلة هلال اوراوا 2023م ببارحة إتحاد سيونغنام 2004م ، فرغم الفوارق الزمانية والمكانية والنتائجية إلا أن ثمة شبه بينهما في الحالة النفسية والمعنوية والإحباط الجماهيري خوفا وقلقا من نتيحة الإياب وفقدان اللقب القاري ، (مجد الوطن تستعرض لقرائها قصة اللقب الأسطورة والأعحوبة الذي تخقق للاتحاد قبل عقدي زمان ويود الجميع تكراره اليوم على يد الهلال) وشاهده من الطرفين النجم سعود كريري الذي ارتدى قميص العميد في تلك الملحمة الخالدة لاعبا 2004م ويرتدي قميص الهلال اليوم اداريا 2023م
* وتبدأ القصة الى العام 2004م وتحديدا في الرابع والعشرين من نوفمبر عندما استضاف النمور فريق سيونغنام الكوري جنوبي على ملعب عبدالله الفيصل بجدة في ذهاب النهائي لدوري أبطال آسيا ، حينها كان الاتحاد البعبع للبطولة بنتائجه الكاسحة والقياسية وبوفرة لاعبيه الاقوياء مدعما بجماهيره الغفيرة باهازيجها الصاخبة وأمواجها الهادرة وطربها الشجي ، وكانت الترشيحات كلها تنصب في خانة الاتحاد لذلك دخل الفريق بقيادة مدربه الكسيح المرواتي توميسلاف إيفيتش بغرور وتعالي لضمان الفوز باللقب بينما لم يكن أكثر المتفائيلين في سيونغنام يتوقع التعادل كنتيجة إيجابية بل كانوا يمنون أنفسهم بخسارة معقولة تسمح لهم بترتيب الصفوف ايابا ورد الاعتبار ناهيكم عما تحقق لهم من فوز كاسح .
* اطلق الحكم صافرة البداية لينطلق نمور الاتحاد بغية إحراز هدف السبق لكن الرياح الكورية لم تات بما جرت به أشرعة العميد ليحرز نجمهم الروسي دينيس لاكتينوف هدف السبق عند الدقيقة (26) لينتفض النمور سريعا بعد غفلة ثوان محرزين التعادل في ظرف دقيقتين فقط (28) وليتسيدوا المباراة بعدها حتى كانت آخر عشر دقائق تاه فيها الفريق لضياع المدرب في التكتيك والتبديل وعندها سجل سيونغنام هدفين متتاليين (80-88) وتنتهي المباراة بفوز الفريق الكوري (3-1) ويغادر الاتحاد الملعب في ذهول من الصدمة يحر اذيال الخيبة .
* وهنا تدخل مشرط القائد والرئيس الذهبي منصور البلوي باتخاذ التدابير الوقتية لاصلاح ما يمكن اصلاحه وتهيئة الفريق لمباراة الإياب مدركا بحنكته وفطنته ان الامور لم تحسم بعد وان الكرة لا تزال في ملعب الاتحاد وان ثمة شوطا ثانيا ينتظر الاتحاد في كوريا .
* هنا وتفاديا لمخاطر تفشي الاحباط واليأس تقدم البلوي الذهبي مخاطبا وسائل الاعلام معلنا تحمله المسؤولية وموعظا الجميع بتحقيق الفوز ايابا والعودة بالكاس وسط غرابة الجميع وسخطهم وسخرتهم من وعوده واخلتمه التي صرح خلالها بان من يرغب التختفال بالفوز في لرض سونغنام فليىكب طائرة الاتحاد المغادرة الى هناك.
* وتنفيذا لما وعد قام ببعض الإجراءات الفورية والقرارات السريعة لخلق بيئة عمل صحية ومثمرة ليعلن بداية قرار إقالة المدرب الكرواتي توميسلاف إيفيتش وتعيين مساعده الشاب الكرواتي دراغان تالاييتش ثم كلف شقيقه ابراهيم البلوي بتراس البعثة المغادرة ثم قرر مغادرة الفريق من ليلة خسارته من الملعب للمطار حتى لا يتعرض اللاعبون لضغوطات نفسية جراء احتكاكهم بالجمهور والاعلام واصحابهم خلال الفترة الفاصلة.
* لم يكن أمام المدرب دراغان الصغير سنا الكبير فكرا ابن الثامنة والثلاثين سنة سوى تعزيز الجوانب النفسية، لترميم ثقة اللاعبين المهتزة، وعن ذلك قال لموقع الاتحاد الآسيوي: “مهمتي الأولى كانت إيقاظ اللاعبين نفسيا، ولحسن الحظ وثقوا بي، وكنا قادرين على تحقيق شيء”.أما فنيا فقد حاول المدرب أن يرمي بثقله الهجومي دون تردد حتى انه لعب بخمسة مهاحمين وطريقة تلعب لاول مرة 4-1-4-1.
* سار معسكر الاتحاد كما ينبغي ليحين موعد المباراة في الاول من ديسمبر وحينها استلهم النمور ما يمكن أن يفعلوه في كوريا، من مباراتهم في الدور نصف النهائي أمام جيونبوك عبر ملحمة خاضها في سيؤول أيضا، حين أخمد طموح منافسه وتعادل 2-2 بعد أن كان خاسرا الشوط الاول بهدفين.
* الأول من دبسمبر 2004م على ستاد سونغنام الكوري هبط الاتحاد لارضية الملعب بقيادة الكرواتي دراغان بتشكيلة مكونة من الحارس حسين الصادق ورضا تكر وأسامة المولد وحمد المنتشري وخميس العويران ومشعل السعيد (علي سهيل) ومناف أبو شقير والبرازيلي تشيكو (سعود كريري) ومرزوق العتيبي ومحمد نور وحمزة إدريس (إبراهيم سويد).
* وما ان اطلق الحكم الصيني لي جون صافرة البداية حتى انطلق النمور سريعا لتحقيق المراد الذي تحقق بعد مرور(27) براسية رضا تكر ليتفس الاتحاد الصعداء عند الدقيقة الرابعة من الوقت بدل الضائع للشوط الأول باخراز حمزة ادريس للهدف الثاني والذي بدد الخوف نهائيا وزرع الثقة في نفوس اللاعبين باقتراب الحسم فكان لمحمد نور فضل التسجيل لهدفين جميلين (55-78) وليطلق مناف ابوشقير رصاصة الرحمة لسيونغنام الكوري بقذيفة بعيدة المدى سكنت الشباك معلنة خامس الاهداف الاتحادية عند الدقيقة الرابعة والتسعين للمباراة ومعها اطلق الحكم صافرة النهاية معلنة فوز الاتحاد بخماسية نظيفة وليتوج باللقب المعجزة ولتكتب الصحف وقتها مانشيتاتها معنونة بملاحم أبناء الصحراء ونمور الغاب الصفراء
* غدا هلالنا على موعد بريمونتادا تاريخية تشبه ريمونتادا الاتحاد باذن الله تعالى وهم على اعتاب مجد جديد ومنجز آخر وسط الظروف القاهرة لكن المستحيل ليس هلالي فالهلال عودنا أنه لا يعرف المستحيل.