مهندسون من جامعة جازان يطورون مكيف كهروحراري يعمل بالطاقة المتجدد

جازان – عبدالله الأمير

في وقتٍ يشكل التلوث البيئي والاحتباس الحراري الناتج من المكيفات التقليدية التي تعمل بغاز الفريون عائقًا وتحديًا نتيجة الأنبعاثات الضارة الصادرة منه ، أجرى مجموعة من المهندسين الخريجين من جامعة جازان في كلية الهندسة مشروع يحل هذه المشكلة وهو عبارة عن مكيف “كهروحراري” يعمل من دون غاز الفريون ومن دون ضاغط وصديق للبيئة بنسبة 100% كما يتغذى على “الطاقة المتجددة” : وقد نفذ المشروع في كلية الهندسة بالجامعة المهندس حسن كميت مع مجموعة من زملاءه :المهندس سليمان خبراني ، و المهندس ابراهيم مقرري ، و المهندس محمد مدخلي.

وعن استعماله الرئيسي أوضح المهندس حسن كميت أن عمل المكيف هو القيام بتكييف و تبريد وحفظ درجات حرارة أي سطح أو جسم يراد تبريده ، وأضاف أن المكونات الأساسية لتوليد البرودة هو Thermoelectric Peltier آما المكونات الأخرى فهي عبارة عن مبادل حراري ومضخة.

وصف مفصل ،وعن مبدأ عمل المبرد الكهروحراري أوضح المهندس الكميت بأننا نقوم بتوصيل تيار DC للـ Peltier لينتج لدينا تدفق للحرارة من سطح إلى آخر وبالتالي يكون سطح حار وسطح بارد ، حيث نقوم بنقل البرودة عبر مبادلات حرارية إلى أن تصل للمحيط المراد تبريده . وأضاف قائلًا: أما السطح الحار فهو يعتبر مشكلة ويجب التخلص منها وهناك طرق عديدة , إما عن طريق الهواء أو الماء أو المراوح أو استغلال الحرارة في عملية أخرى مثل التسخين او التدفئة حيث قمنا باستخدام التبريد بالماء وهي عبارة عن دائرة مغلقة يمر فيها الماء بالجزء الحار ثم يطرد الحرارة عبر مبادل حراري يحتوى على مجموعة من المراوح وتتضمن الدائرة مضخة للدفع, والجزء البارد بنفس الفكرة.

وعن مزايا الاختراع وين المهندس حسن كميت أن هذا المكيف يًعد صديقًا للبيئة بنسبة 100% ، كما يحقق أعلى معامل كفاءة في مجال المكيفات التي تعمل بتقنية الكهروحرارية ، بالإضافة إلى أن أعطاله أقل من المكيف التقليدي، ولا يصدر أي صوت عالي بعكس المكيفات التقليدية، مشيرًا إلى أن وزنه خفيف مقارنةً بالمكيفات التقليدية والتي يشكل ثقل وزنها تحديًا أثناء التركيب ومراحل بناء المباني.

وعن العمر الافتراضي كشف المهندس الكميت ان عمر المكيف الكهروحراري الافتراضي من 20 إلى 40 سنة ،كما يعمل بالكامل “بالطاقة المتجددة” عن طريق الشمس ، وبين أن الهدف من الاختراع: هو لتقليل نسبة الانبعاثات الصادرة من المكيف التقليدي إلى نسبة 0 %. وللمساهمة في تحقيق رؤية المملكة للتحول للطاقات النظيفة والمتجددة.

وبالنسبة إلى التصميم العام أشار المهندس حسن كميت إلى أن مايميز ابتكارنا أننا قمنا بتصميم تجاوز كل التحديات التي كانت تعيق تقنية الـ Thermoelectric Peltier عن الاستخدام بكثرة في مجال التبريد، كما أنه يحقق أعلى معايير الكفاءة في مجال المكيفات التي تعمل بتقنية الكهروحرارية. مضيفًا إلى أنه وبعد عمل أبحاث كثيرة في الإنترنت لا يوجد نموذج مماثل لهذا المكيف.

وعن قابليته للتنفيذ أوضح المهندس حسن كميت أن كثيراً من الاختراعات أو الابتكارات تكون نظرية ويصعب تنفيذها ولكن مايميز ابتكارنا أننا قمنا بصنع نموذج يعمل دون مشاكل ، فتقنية الكهروحرارية تستخدم لتوليد الكهرباء من الحرارة والبرودة أو العكس وهو توليد البرودة والحرارة من الكهرباء وفي حالتها السابقة لم تكن تعمل بكفاءة بسبب استخدام التبريد الهواء للجزء الحار ولم نحصل على اهتمام عالي من الباحثين والمبتكرين في ضل وجود اهتمام ودعم أكبر موجه للمكيفات التي تعمل بدائرة التكييف التقليدية.

وعن العقبات والتحديات قال المهندس حسن كميت فيما يتمتع المكيف الكهروحراري بكل تلك المميزات إلى أنه هناك مشاكل بسيطة صادفتنا حيث أنه ينتج كمية حرارة كبيرة بالإضافة إلى أن كمية التبريد المنتجة من الجهاز قليلة. لكن بفضل من الله استطعنا تجاوز هذه التحديات.