مجد الوطن – حامد السلمي :
من شتى بقاع العالم مسنون امتلأت محياهم بالشيب، وتجعدت وجنتاهم، بعضهم على كرسي متحرك، والآخر متكئ على عصاته، لم يمنعهم تقدم العمر ليشدوا العزم في قطع المسافات الطويلة وتحمل عناء السفر، والوصول إلى البلاد الطاهرة لأداء مناسك الحج، حينها رسموا اليوم مشاهد هي الأبرز واللافت بين طرقات مشعر منى.
هؤلاء المسنون، بعدما بلغوا من الكبر عتياً، ثارت في دواخلهم الدهشة، وبعضهم لم يصدق أنه بين جنبات مشاعر الحج، وعلى أرض مكة المباركة، ولعل معاناة الحجاج من كبار السن هي الأكبر، حيث ينتظرون فرصة خروجهم للحج لأول مرة، هي فرصة ذهبية قد لا تتكرر، خاصة أنهم قد لا تسمح لهم حالتهم الصحية في الأعوام القادمة أن يتحملوا مشقة السفر وعناء الفريضة مرة أخرى.
الحاج الهندي نور عبدالحميد ذو السبعين عاماً، أبان أنه ظل يحلم طيلة حياته بأداء فريضة الحج وزيارة الأماكن المقدسة، يقول: “لم تسمح الظروف طوال الأعوام الماضية بقيامه أداء مناسك الحج، وهذا العام كان نصيبي أن أكون هنا مع أفواج الحجيج”.
الحاجة الباكستانية أمينة، عبرت بقولها: “الحمد لله رب العالمين، وصلت إلى منى بعد سنين طويلة، فها هو حلم العمر يتحقق اليوم، بعد أن قاربت الثمانين من عمري، ولم أعد أقوى على المشي لإصابتي بخشونة في الركبتين، الأمر الذي جعلني على كرسي متحرك”.