ماهر عبدالوهاب — جدة
أوضح الخبير الاقتصادي ورجل الأعمال المعروف محمد صلاح الدين عبدالجواد أن
حب الأوطان مفهوم أصيل في ديننا وفي ثقافات الأمم على اختلاف مشاربها والاحتفاء بذكرى توحيد وطننا مناسبة عظيمة لشكر الله جل وعز على ما أكرمنا به من نعم كما أن هذه المناسبة الوطنية تستدعي التوقف والتأمل لاعتبارات عديدة أهمها :
من نعم الله علينا أن جعلنا مواطنين بهذه البلاد التي شرفها الله بأن كانت مهبط الوحي ومنبع رسالة الدين الإسلامي للعالمين وقبلة المسلمين وإليها يفد الناس من أقطار العالم للحج والعمرة فيجدون بها من التسهيلات مايجعلهم يلهجون بالدعاء لهذه البلاد ولقيادتها وشعبها
وتعد مناسبة اليوم الوطني (89) فرصة للأجيال لتأمل العديد من المشاهد والأحداث والصور التي انطوت عليها رحلة الكفاح عبر عقود من الزمن وماتم تحقيقه من وحدة وتطور وتنمية ومنجزات منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه مرورا بأبنائه الملوك غفر الله لهم إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو نائبه الأمير محمد بن سلمان حفظهم الله ورعاهم.
لقد أراد الله سبحانه وتعالى لهذه البلاد الخير حينما اختصها بآل سعود ليقوموا برعاية مصالح البلاد والعباد بهذه الأرض التي شرفها الله بأطهر البقاع فأسس الحكم في بلادنا على الشريعة السمحة وقيم العدل والرحمة ووحدة الصف والمحبة الصادقة التي تربط بين الشعب والقيادة وأدى ذلك إلى أن تبوأت بلادنا اليوم مراتب متقدمة في مجالات متعددة جعلت العالم يقف مندهشا من حجم التنمية والتقدم الحضاري وقدرة الإنسان السعودي على التفاعل مع كل هذه المتغيرات.
إن احتفاءنا وفخرنا بما أنجز في وطننا يحتم أن يكون تعبيرنا في اليوم الوطني متوافقا مع المستوى الحضاري الذي وصلت إليه بلادنا
ويتفق مع قيم وثقافة المواطن السعودي وأن يكون الاحتفاءوالتعبير عن حب الوطن
دافعا لمزيد من العمل الجاد والإنجاز لتحقيق رؤية وتطلعات قيادتنا ، وفي ثنايا ذلك لاتفوتنا الإشارة إلى أن هناك إخوة لنا مقيمين يشاركوننا حب هذه الأرض المباركة والعمل بإخلاص في جوانب التنمية ببلد الخير والعطاء.
كما أن من مقتضيات الوطنية في المرحلة القادمة تكامل الأدوار بين الجهات الحكومية والقطاعات الخاصة وغير الربحية لتحقيق الأهداف التنموية في ظل التنافسية العالمية وفق رؤية 2030 وأن تضطلع الأسر بأدوارها بالمشاركة في تعليم وتثقيف وتوعية أبنائها ليواكبوا هذه التحولات المعرفية والثقافية دون أن يفقدوا هويتهم أو تختل قيمهم وليكونوا مؤهلين لقيادة التنمية في المشاريع الواعدة التي تصنف الأولى عالميا والمدن الذكية وجوانب النهضة بشتى أنواعها وأن نرسخ في أعماقهم الفخر بماضيهم والاعتزاز بحاضرهم والتفاؤل بمستقبلهم والولاء لقادتهم والفداء لوطنهم.
وأخيرا وفي هذه الظروف الاستثنائية التي يمر بها وطننا الحبيب يتوجب علينا قوة التلاحم مع قيادتنا للجم أعدائنا وكسر شوكتهم ورد كيدهم في نحورهم كما يتطلب الظرف الحالي تجنب نشر أو تداول أي شيء من شأنه تحقيق أهداف العدو فقيادتنا تملك من الحنكة والقدرة على التأثير في موازين القوى العالمية مايمكنها من معالجة الوضع وقلب الطاولة في وجه الأعداء..
إننا في هذه المناسبة السعيدة وفي غمرة احتفالاتنا الوطنية نرفع أسمى التهاني والشكر لقائدنا ووالدنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وإلى ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان سائلين الله تعالى أن يحفظ قيادتنا وشعبنا وأن يديم عز بلادنا وينصر جنودنا ويرد كيد أعدائنا في نحورهم إنه نعم المولى ونعم النصير.