جدة – ماهر عبدالوهاب
تهتم جمعية كيان للأيتام ذوي الظروف الخاصة ضمن مشروع ” جودة حياة” بتقديم الاستشارات النفسية والاجتماعية للأيتام أو القائمين على رعاية مستفيدي كيان نظرا لاحتياجهم لهذ الخدمة في عدد من المجالات، لذا جاءت فكرة “مشروع جودة حياة” للاستشارات النفسية، بهدف مساعدتهم على الاستقرار النفسي والاجتماعي وتحسين جودة حياتهم، فكثيرا من الأمهات يعانون من السلوك السيء الناتج من الأطفال، ويبحثون دائماً عن طرق تعديل السلوك لديهم.
لذا قام القسم النفسي بالجمعية ممثلا بمشروع “جودة حياة” بتقديم مجموعة دعم بعنوان “تعديل سلوكيات الأطفال ” مساء أمس الأربعاء عبر “برنامج زوم ” شاركت به كل من الأخصائية النفسية المتدربة غلا المالكي، والأخصائية النفسية المتدربة مرام الحربي، وبإشراف الأخصائية النفسية ريم البليخي من الجمعية. حيث تم الحديث من خلال عددا من المحاور:” تعريف السلوك وما هو تعديل السلوك”. وأوضحت الأخصائيات أن السلوك هو كل ما يصدر عن الإنسان من قول أو فعل بالإضافة لردود الأفعال والاستثارة الفسيولوجية، وأن علم تعديل السلوك يهتم في تحسين سلوكيات الأفراد وضبطها، والهدف منه إضافة سلوك مرغوب به أو حذف سلوك غير مرغوب به أو تشكيل سلوك جديد. أي أن أدرب الطفل على سلوك جديد أو التسلسل في تطوير سلوك موجود عن طريق إضافة مهارات جديدة للطفل.
أما كيف نفرق بين السلوك المرغوب وغير المرغوب؟
السؤال الذي يطرح نفسه هل هناك أطفال يقصدون كسر القاعدة والتعامل بطريقة غير مقبولة دون أن يكون لديهم الأسباب الوجيهة لذلك من وجهة نظرهم؟
فقد يظهر الأطفال عددا من السلوكيات التي يعتبرها الوالدان غير مقبولة أو سلوكيات غير مرغوبة وهنا لا بد من تعديل سلوك الطفل إما عن طريق تنمية سلوك مرغوب ليزداد تكراره أو سلوك غير مرغوب نرغب في تعديله أو منع حدوثه عن طريق التعزيز مثلا: أن تكافئ الأم السلوك الإيجابي لدى الطفل، وأن تتجنب مكافأة السلوك السلبي. وأن يكون اهتمامها بتعديل السلوك إيجابيا، وأن تقدم تعليمات فعالة لها تأثير إيجابي على الطفل. ويعتمد على وضع أهداف يمكن تحقيقها وذلك عن طريق: وضع عدة أهداف فرعية، ومساعدة الطفل على تحقيقها واحدة تلو الأخرى. واستخدام معززات ومكافآت فورية كردة فعل لتجاوب الطفل الإيجابي، مع تخصيص مكافأة معينة لكل هدف يتم إنجازه بشكل مناسب لعمر الطفل. وتجاهل السلوكيات البسيطة غير المرغوبة. وأشارت الأخصائيات إلى أن الطفل يحتاج إلى تعديل سلوكه حين استخدامه لبعض الألفاظ البذيئة والسيئة في المواقف المختلفة في التعامل مع أقرانه من الأطفال. وحين التعامل مع الكبار دون احترام وبطريقة غير لائقة. وعند عدم اتباع القواعد المنزلية والأسرية. وحين استخدام العنف عند مواجهة أي موقف. وعند الاستمرار في استخدام السلوك غير المهذب لمرات عديدة ومتكررة.
وأكدت الأخصائيات على المعاملة الحسنة والهادئة مع الطفل، وعدم إهمال مطالبه الممكنة، والاهتمام به وعدم استثارته لإثارة غضبه، وعدم مناقشة مشكلاته على مسمع الآخرين لأن ذلك سوف يولد لديه شذوذا أقوى من السابق.
وكان التفاعل رائع والمداخلات متنوعة من المستفيدات والأمهات حيث تم عرض مشاكلهم وطلب بعض الاستشارات وكيفية حلها.