د. ضيف الله مهدي
اليوم الجمعة الموافق ٢٤ رجب ١٤٤٦هـ ، وفي جامع الجمعة بحي الصالحية بمحافظة جدة .. استمعت لخطيب جامع الجمعة الشيخ الفاضل الموقر الذي ألقى خطبة في غاية الروعة والجمال . وكانت خطبته عن الأحلام والرؤى ومفسري الأحلام الذين انتشروا في هذه الآونة بشكل ملفت للنظر ولكل لبيب في مواقع التواصل الاجتماعي وبعضهم هدفه المال ولا علم عنده وقد أضروا بالكثير من الأفراد والأسر بسبب تعبيراتهم الخاطئة ، واستدل الشيخ بآيات الذكر الحكيم وقول وهدي سيد الأنبياء والمرسلين وسيد ولد آدم أجمعين سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام وآله أجمعين .
وقد كان لي كتابات عن الأحلام والرؤى وتعليقات أود أن أوردها هنا ..
الأحلام من العقل الباطن والرؤى جزء من ستة وأربعين جزء من النبوة .
الأحلام تركيب من الصور المرسومة والأصوات في العقل الباطن بمساعدة العين والسمع .. لذلك من ولد أعمى أو أصم لا يرى في أحلامه دم أحمر أو بعير أو بقرة أو إنسان ولا يسمع أي صوت .
الرؤى تختلف بحيث أنها حقيقية وتحدث في مرحلة دلتا المرحلة الرابعة من مراحل النوم ولا يصل النائم لهذه المرحلة إلا بعد نوم أكثر من أربع ساعات إلى ست ساعات ، أما الأحلام فتحدث بمجرد ما تغمض عينك حتى تستيقظ ، والنوم عند الإنسان ينقسم إلى قسمين نوم مدته ساعة ونص كلاسيكي ما فيه أحلام وساعة ونص نوم حالم تحدث فيه الأحلام ، ولكن الإنسان لا يتذكر كل أحلامه . وكل المخلوقات تتحلم ، وفِي الأحلام فوائد كثير للجميع والحلم على نوع الأكل الذي أكلته . وبعض العلماء يقولون ما يحدث من أحلام ورؤى ترى بواسطة الروح ، فأثناء نوم الإنسان تخرج الروح من جسده وتتنقل في أماكن قريبة أو بعيدة وتطلع إلى السماء ، فالروح التي نامت في جسد طاهر تفتح لها أبواب السماء والتي نامت في جسد ليس على طهارة لا تفتح لها أبواب السماء . قال الله تعالى : ( الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى ).
في سنة من السنوات اتصل بي أب ، وقال : ابنتي رأت في المنام مجموعة من الكلاب تطاردها .. اتصلت بمفسر الأحلام ، وقصت ما رأت .. فرد : هؤلاء أعداء يتربصون بك ، وعليك أن تنتبهي جيدا وتتحصنين عند خروجك من البيت ، البنت يا شيخ مالي أعداء حتى أخاف منهم .. يصر على أنهم أعداء إن صدقت الرؤيا .. وقال قد يكونون حتى من أعز صديقاتك ولكنهم في الحقيقة أعداء .. تسأل ، وممكن يضروني بأيش ؟ فرد : يعملون لك سحر ، نظرة حسد ، يكيدون لك أمرا سيئا .. البنت شعرت بتعب وألم من الخوف ، بطلت ما عاد تروح عند جيرانها ، زميلاتها اللاتي كانت تجتمع معهن لم تعد تجتمع معهن وتعتذر بأي عذر ، الساندوتشات التي يأتي بها أخوتها تفحصها وتشمها وتعرضها كم مرة على النور ، وفي النهاية لا تأكلها وترميها في الزبالة .. ساءت حالتها وشعرت وشاهدت أمها حالها ، تسألها عن سبب ذلك ، أخبرتها بعد تردد .. الأم تخبر أبوها بذلك ، يكلم أخوه الوضع كذا وكذا ، يعطيه أخوه رقمي حيث قد التقينا في لقاء في إحدى مدن وطني الحبيب .. الأب يتصل بي ويشرح لي وضع بنته !!.
رديت عليه : اطمئن ولا تخف .. الأب بنتي بتموت يا دكتور .. هي عندك أقدر أكلمها ، قال نعم .. كلمت البنت ، كيفك يا بنتي ، سلامات وش فيك ؟ وأخبرتني بما رأت وبكلام مفسر الأحلام !! . قلت لها : لا لا ذي الرؤية ليس فيها أعداء وناس يتربصون بك .. كل ما في الأمر أنك وأنت صغيرة تعرضت لموقف فيه كلاب وخفت منها واستمر خوفك من الكلاب حتى اليوم ، واليوم تخرج المخاوف في شكل أحلام ، وكل شيء يمر بالعقل الواعي لا يزول ، ويذهب في اللاشعور ، ولا بد يتكرر مرة ثانية وليس له إلا عن طريق الأحلام .. لا تخافي يا بنتي وليس هناك أعداء لك يتربصون بك ولن يعملوا لك سحر ولا أي شيء .. تشعر البنت بالراحة .. بعد كم يوم يتصل أبوها ويشكرني على ما قدمه لابنته .
