
من خلال زيارتي اليوم لأحدى السجون جاء في خاطري أن أكتب شيء عن هذا المكان العالم المليئ بالقصص والحكايات التي قد تبكيك وتشعرك بالحزن والألم.
هنا خلف القضبان التقيت بأخوات أحببتهم لان كل مانظرت في أعينهم أبحرت في حكايات وأمآل تحكي ندم وضيق وحزن بين آهات وصراعات متداخله شعرت أن كل واحده منهن تريد أن تعود لحياتها الطبيعية في أسرع مايمكن وتدعى الله عندما خرجت كلهم يهتفون لي بالحب والدعاء الذي جعل قلبي يدمع قبل عيناي هل تعلمون ماهي أحلامهم فقط الخروج وتغيير حياتهم للأفضل ويشاهدوا فقط السماء الطبيعة يالله كم شعرت بالإلم عندما هتفت لي إحداهن لا أريد شيء فقط أريد أمي وحضن امي كم نحن في نعم لاتعد ولاتحصى الحمدلله دائماً وأبداً.
السجن وما أدراكم مالسجن ليس مجرد جدران وأسلاك شائكة بل هو امتحان للروح حيث تُختبر القدرة على الصبر وتُصقل العزيمة في ظلام العزلة السجن مدرسة الصبر هناك حيث الوقت يمضي ببطء يتعلم الإنسان أن ينتظر أن يحلم أن يتأمل أبسط التفاصيل التي كان يغفل عنها في الحياة خارج القضبان فالحرية داخل القلب قد يكون الجسد مسجونًا لكن الروح تظل طليقة تحلق مع الذكريات تسافر مع الأحلام وتبني في الخيال عالمًا لا تحدّه الجدران.
فالأمل لا يُسجن أقسى ما في السجن أن يفقد الإنسان الأمل وأجمل ما فيه أن يتمسك به رغم كل شيء حتى خلف الأسوار يمكن لشعاع صغير من النور أن ينير القلب.
السجن مرآة للنفس وتهذيب هناك يواجه المرء نفسه بلا أقنعة ينظر في داخله يراجع أخطاء يعيد اكتشاف ذاته ويدرك أن أقوى سجون الحياة هي تلك التي نصنعها بأنفسنا السجن قد يكون قيدًا للجسد لكنه لا يستطيع أبدًا أن يقيد الفكر ولا أن يكسر الأمل ولا أن يمنع شمس الحرية من الشروق في القلوب.
ماخلف القضبان يمكن أن يكون تعبيرًا مجازيًا أو حرفيًا يعبر عن الحياة خلف السجون سواء كانت سجونًا مادية أو قيودًا معنوية تفرضها الظروف والمجتمع
فقد نكون خلف القضبان لكن الروح حرّة وقد تُغلّ الأيادي وتُقيّد الخطى لكنّ الفكرة لا تُسجن والأمل لا يُكسر خلف القضبان هناك قلوب تخفق بالحياة وأرواح تكتب المستقبل بحبر الصبر.
عمر الجدران لا تحجب الأحلام ليست كل السجون قضبانًا حديدية فهناك سجونٌ من خوف من عاداتٍ تقيدنا ومن أحكام الآخرين علينا لكن خلف كل ذلك هناك حلم ينتظر أن يتحرر وحكايات خلف القضبان ووراء كل باب موصد هناك قصة لم تُروَ بعد هناك دموع لم تجف وهناك قلوبٌ لا تزال تنبض بالأمل ليس كل من وراء القضبان مجرمًا فالبعض خلفها لأنهم اختاروا طريق الحق في زمنٍ لا ينصف الأحرار فالسجن امتحانٌ للصب وأن تكون خلف القضبان لا يعني أن ينتهي العالم بل هو اختبارٌ للقوة للصبر وللإيمان بأن الغد قد يحمل معه نور الحرية.
بالأمل نعيش وباليقين بالله نحيا.،
بقلم / شوق