
—
فاطمه بكري
جازان_ العارضة
بعض الرحيل لا يُرى، لكنه يُغيّرنا إلى الأبد.
كنتُ أبحث عني في الأماكن التي اعتدت أن أكون فيها…
بين الضحكات، بين الصور، بين النصوص التي كتبتها ذات شوق،
ولم أجدني.
ما عدتُ أبكي كما كنت،
ولا أفرح بنفس الطريقة،
كأن قلبي تعلّم كيف يخفض صوته كي لا يُزعج الخذلان،
وكأنني أصبحتُ أنظر للأشياء بعيون شخص لم يعُد ينتظر.
ليس حزنًا تمامًا،
بل نضجًا يشبه الهدوء بعد العاصفة.
النقطة التي لا يعود فيها الحنين وجعًا،
بل ذكرى تُربّت على كتفك وتقول: “لقد نجوت”.
تغيّرت… نعم.
لكن ليس كما قالوا، “أصبحت قاسية”.
أنا فقط توقّفت عن رَجاء ما لا يُمنح،
وعن الطرق على أبواب لا تُفتح،
وعن تصديق الوعود التي لا تأتي.
أنا الآن أعرفني أكثر.
أعرف أنني حين أشتاق، لا أتبع الشوق، بل أراقبه.
وحين أضعف، لا أتكسر، بل أختبئ قليلًا وأعود أقوى.
ما عاد يشبهني شيء،
ولا حتى أنا القديمة.
لكنني، رغم كل هذا،
أحبّ ما أصبحت عليه.
—