
.
—
فاطمه بكري
جازان _ العارضة
ليس كل ما نفتقده غائبًا… أحيانًا هو ساكن فينا بصمت.
لم أعد أبحث عن الأمان في الأماكن.
لم أعد أركض خلف الوجوه، ولا أنتظر الطمأنينة من العيون العابرة.
تعلّمت – دون أن أقرر – أن أعود إليّ، كلما خذلتني المسافة.
اكتشفت أن بعض الحكايات لا تحتاج إلى نهاية،
وأن بعض الحب لا يُنسى لأنه لم يُكتمل.
وأننا لا نحتاج أن نُغلق كل الأبواب،
بعضها يجب أن يُترك مواربًا… للذاكرة، أو للقدر، أو فقط للهواء.
في داخلي الآن وطن،
بُني من كل المرات التي جلست فيها وحدي،
ورمّمت بها قلبي دون أن يلاحظ أحد.
من كل تلك الليالي التي مرّت ثقيلة،
وكل الصباحات التي ابتسمت فيها رغم التعب.
القوة ليست أن تُقاتل،
بل أن تختار السلام… مع نفسك أولًا.
أن تسير بثقة، حتى لو كنت لا تعرف الطريق،
أن تحضن ضعفك، وتقول له: “أنا هنا… لن أتركك.”
ليس في القلب جروح، بل بصمات.
كل من مرّ، ترك أثرًا، لكن لم يأخذ شيئًا.
كل من أحببناه، علّمنا شيئًا عن أنفسنا… حتى الذين أوجعونا.
لهذا،
لم أعد أخاف الوحدة،
لأنني حين أغلقت الأبواب كلها،
اكتشفت أنني كنت دائمًا كافية.
—