
—
فاطمه بكري
جازان _ العارضة
هناك كلمات لا تُقال، لكنها تبقى… مثل نقشٍ على جدار القلب، لا يزول.
لم أقل لك كل شيء.
لم أقل لك إنني كنتُ أشعر بك حتى حين لا تكون هنا،
وأنني كنتُ أسمع صوتك في الصمت،
وأرى ملامحك في الزحام دون أن أبحث.
لم أقل لك إنني كنتُ أراقب السماء كل ليلة،
أتساءل إن كنتَ ترى القمر نفسه الذي أراه،
إن كان الهواء الذي يلامس وجهي،
قد مرّ قبلي على يديك.
لم أقل لك إنني كنتُ أفتقدك دون أن أسمح لنفسي بالاعتراف،
وأنني كنتُ أكتب إليك رسائل لم أرسلها،
وأحذف اسمك من هاتفي مئات المرات،
ثم أكتبه من جديد،
كأنني أحاول أن أنساك وأتمسك بك في اللحظة ذاتها.
لم أقل لك إنني كنتُ أقف على حافة الحنين،
أتأرجح بين أن أعود إليك، أو أمضي بعيدًا،
لكنني كنتُ أعرف، حتى دون أن أجرّب،
أن الرحيل لن يُغيّر شيئًا…
لأنك في داخلي، حيث لا تصل المسافات.
لم أقل لك إنني ما زلتُ أحبّك،
ليس كما كنت،
بل كما أصبحتُ بعدك.
بهدوء…
بصمت…
كما يحبّ الغريب غريبًا رآه مرة واحدة،
ولم ينسَ ملامحه أبدًا.
—