مقالات مجد الوطن

“أنا التي عدت من منتصف الغياب”

 

 

فاطمه بكري

جازان _ العارضة

 

ليس لأنني أقوى، بل لأنني تعبت من أن أكون ضعيفة.

 

كنت أظن أن النجاة صوتٌ عالٍ،

صرخة انتصار، أو ضوءٌ مبهر في آخر النفق.

لكنني كنت مخطئة…

النجاة كانت همسة،

تسللت إليّ في أقصى انكساري، وقالت: “قومي، لا أحد سيحملك سواك.”

 

لم يكن حولي أحد،

لكنني سمعتني.

 

كنت ممددة على أرض الوحدة،

أحاول أن أجمع نفسي كمن يلتقط شظايا زجاجه المكسور،

كل قطعة تحمل انعكاسًا لحزن قديم، لخذلان طريّ، لانتظارٍ ما زال ساخنًا.

 

ومع ذلك، جمعتها.

لم أعد كما كنت،

لكني أصبحت ما لم أكن أتخيله يومًا: امرأة خُلقت من رمادها،

تحمل في عينيها تعب العالم،

وفي ابتسامتها… خلاصها.

 

أنا التي عدت من منتصف الغياب،

لا أحمل وعدًا لأحد،

ولا أطلب شيئًا،

سوى أن أعيش يومي دون أن أنكسر من جديد.

 

أنا التي سامحت الحياة،

لا لأنها لم تؤلمني،

بل لأنني لا أريد أن أعيش سجينة مشاهد مؤجلة.

 

أنا التي عادت،

أجمل، أهدأ، أنقى،

كأنّ الدموع التي بكيتها ذات ليلٍ طويل،

غسلت روحي لا وجهي فقط.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
RocketplayRocketplay casinoCasibom GirişJojobet GirişCasibom Giriş GüncelCasibom Giriş AdresiCandySpinzDafabet AppJeetwinRedbet SverigeViggoslotsCrazyBuzzer casinoCasibomJettbetKmsauto DownloadKmspico ActivatorSweet BonanzaCrazy TimeCrazy Time AppPlinko AppSugar rush