
—
فاطمه بكري
جازان _ العارضة
تحت ضوء القمر،
كانت الحروف تجلس على حافة السطر،
لا تريد أن تزعج سكون الليل،
ولا أن تثير غيرة النجوم،
فقط تهمس… كأنها بتلات ورد خجولة تنتظر أول قطرة ندى.
لكن الندى، في تلك الليلة، لم يهبط بخجل،
بل نزل بعطرٍ ناعمٍ يحمل معه شوقَ الغيم،
وعزف الريح،
وشيئًا من حنين القلوب الصامتة.
هنا، لم تعد الحروف تهمس،
بل نهضت من سباتها، تشدو بصوتٍ عذب،
رقصت على الورق كأنها فراشات من نور،
تتراقص تحت وُهَيج القمر،
ووَتَر المطر…
كان السطر حينها مسرحًا صغيرًا،
كل كلمة فيه كانت راقصة،
كل نقطة ضوءٍ كانت إيقاعًا،
والنسيم يعزف لحنًا لا يُكتب،
بل يُشعر فقط…
وفي هذا المشهد البهيّ،
حين امتزج صمت القمر مع رقص المطر،
فهمت الحروف سرّها القديم:
أن الجمال لا يُصرَخ به،
بل يُتنفَّس.
وأن المعاني لا تحتاج كثيرًا من الضجيج لتُولد،
يكفي أن تُمطر السماء مرة…
ويبتسم السطر.
> الكلمات، مثلنا، تخجل أحيانًا، لكنها حين تجد المطر المناسب، ترقص.
والجمال الحقيقي… يولد حين تصمت الأصوات، وتتكلم الأحاسيس.
—