مقالات مجد الوطن

حديقة الأزهار الباكية

 

فاطمه بكري

جازان _ العارضة

 

في عمق حديقةٍ هادئة، حيث ترقد أزهارُ الربيع بألوانها الزاهية، تنهمر قطرات الندى على أوراقها في الصباح الباكر، فتلمع كاللؤلؤ على بساطٍ أخضر. لكنّك إذا اقتربت أكثر، ستسمع همسًا خافتًا، كأن الأزهار تبكي سرًّا.

 

كانت الأزهار تتبادل النظرات الحزينة، وقد سقطت بتلاتٌ هنا وهناك، تنوء بأحلامٍ لم تكتمل.

تذكّرتُ ورودًا بيضاء عطرها يملأ المكان، لكنها خُدشت بريشة الوقت، وأصبحت تذرف دموعها على جذعها البالي.

وتلك الأقحوانات الصفراء، التي اعتادت أن تبتسم للشمس، وجدت نفسها اليوم تبكي على أيامٍ مضت، حين كانت تنحني لنسمةٍ دافئة دون خوفٍ من الغياب.

 

لم يكن بُكاؤها بسبب الجفاف، ولا لسحرٍ ضاع… بل لأنّها أدركت أنّ الحياة قصيرة، وأنّ أجمل اللحظات سرعان ما تذبل، إن لم نعتنِ بها بحبّ وصبر.

 

كما تبكي الأزهار على أيامها الجميلة التي ولّت، علينا أن نحتضن لحظاتنا الثمينة قبل أن تتساقط بتلاتها. فلنجعل من كل صباح فرصة لنسقي قلوبنا بالعطاء، ونروي أيامنا بالفرح، حتى لا تذبل أحلامنا قبل أوانها.

 

فإذا رأيتَ زهرةً تبكي، فلا تجفّ دموعها… بل اجعل رعايتك لها وعدًا بأنّك لن تنسى جمالها، وأنّك ستمنحها الحياة التي تستحق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
RocketplayRocketplay casinoCasibom GirişJojobet GirişCasibom Giriş GüncelCasibom Giriş AdresiCandySpinzDafabet AppJeetwinRedbet SverigeViggoslotsCrazyBuzzer casinoCasibomJettbetKmsauto DownloadKmspico ActivatorSweet BonanzaCrazy TimeCrazy Time AppPlinko AppSugar rush