جدة-ساره الشمراني
تم تدشين التوسعة بيت جميل للفنون التراثية بجدة، وهو المركز الذي أسسته فن جميل ليُعنى بالحرف اليدوية والنقش المعماري والحفاظ على التراث، في نطاق برنامجه للفنون التراثية، والذي تنفذه وتشرف عليه مؤسسة مدرسة الأمير تشارلز للفنون التقليدية، حيث تم إضافة وحدة لتصميم المنتجات تقوم باستكشاف تطبيقي للعوامل المشتركة بين التراث وتصميم المنتجات والحرف التقليدية. وتهدف إضافة الوحدة الجديدة إلى مساعدة الحرفيين السعوديين في تحقيق سبل العيش المستدام من خلال ممارسة حرفتهم، من خلال تصميم المنتجات للسوق. وشهد إفتتاح البرنامج الجديد حضور 16 مشاركاً في بيت جميل رحب بهم جورج ريتشاردز، مسؤول البرامج التراثية في فن جميل، وديلفينا بوتيسيني، مديرة البرامج في مؤسسة مدرسة الأمير تشارلز للفنون التقليدية.
يستمر برنامج العام الواحد في بيت جميل للفنون التراثية / جدة في تركيزه على الفنون المستوحاة من التراث الغني للمدينة القديمة (البلد) في جدة، مع عمل ميداني يهدف إلى دراسة وتوثيق ذلك التراث الغني في المنطقة، ومنها واجهات الجبس، والروشان (إطار نافذة خشبي تقليدي)، وأشغال المنقور الخشبية. وإلى جوار الوحدات النظرية التي تتناول الهندسة الإسلامية وتناغم الألوان، هناك وحدات عملية يتم خلالها تعلم أساليب الصباغة والرسم والتلوين وصنع الخزفيات والسيراميك وأعمال الجبس وقشر الخشب والمنقور.
تستكشف الوحدة الجديدة، التي تسبق المشروع النهائي، العوامل المشتركة بين التراث والتصميم، حيث يقوم المشاركون بتصميم وإنتاج نماذج أولية من منتجات حقيقية مستوحاة من تراث منطقة البلد. وتهدف الوحدة إلى مساعدة المشاركين على تطبيق مهاراتهم الحرفية في أعمال الترميم وكذلك في تصميم المنتجات، حتى يتسنى لهم اقتناص فرص العمل في هذين المجالين.
وفي هذا الصدد، يقول جورج ريتشاردز، مسؤول البرامج التراثية في فن جميل: “يستند دعم فن جميل للحرفيين والحفاظ على التراث في المملكة العربية السعودية إلى إيمان راسخ بأهمية مساعدة العاملين في التراث في ضمان مصدر رزق مستدام. ويعمل خريجو بيت جميل للفنون التراثية في جدة بالفعل على إنشاء أعمال تصاميم خاصة بهم، ويعملون في مشاريع ترميم بمنطقة البلد، ويمارسون أعمالهم كفنانين، ولكننا نريد أن نقدم المزيد لدعم هذا القطاع ويسعدنا أن نعزز برنامج السنة الواحدة بهذه الوحدة الجديدة والتي تركز على تصميم المنتجات”.
ومن جانبها، قالت ديلفينا بوتيسيني، مديرة البرامج في مؤسسة مدرسة الأمير تشارلز للفنون التقليدية: “لطالما كانت مؤسسة مدرسة الأمير تشارلز للفنون التقليدية شاهدة على توسع ونمو البرنامج في جدة وزيادة عدد خريجيه على مدار السنوات الأربع الماضية بتسارع لافت وحركة إبداعية قوية. لقد شهدنا تطبيق أخلاقياتنا ومنهجيتنا، المتمثلة في تدريس الفنون والحرف اليدوية باعتبارها تراث حياة معاصر، ووجدناها تنبض بالحياة في قلوب وعقول وأيدي جيل جديد من الحرفيين السعوديين. نحن معجبون جدًا بجودة الأفكار والحرفية التي عبّر عنها المشاركون في زمن قصير نسبياً، ونتطلع إلى مواصلة رعاية أجيال من الفنانين والمصممين والحرفيين السعوديين من خلال برنامجنا في بيت جميل للفنون التراثية بجدة”.
وتحدثت يسرا الأنسي، مساعدة التدريس والأخصائية الفنية في بيت جميل، والاستشارية في معرض “خام” بجدة والذي أسسته إحدى خريجات برنامج بيت جميل للفنون التراثية / جدة عام 2018، عن تجربتها قائلة: “عندما تخرجت من بيت جميل عام 2017، لم يكن هناك كثير من الدعم للحرفيين الذين يتطلعون إلى ممارسة الحرفة كمصدر للرزق. لذلك فإن من شأن برنامج بيت جميل الجديد أن يتيح للمشاركين فرص العمل وضمان باب رزق مستمر وكذلك المساعدة في نهوض قطاع التراث ككل بصورة أكثر إستدامة”.
يذكر أن العام 2019 شهد المزيد من التوسع في أنشطة بيت جميل للفنون التراثية وعلى عدد من المسارات. ففي فبراير، أنتج خريجو بيت جميل، في إطار 21,39، وهو أسبوع الفن السعودي السنوي برعاية المجلس السعودي للفنون في جدة، لوح منقور أصيل للمساهمة في ترميم بيت الجمجوم، الذي يعد أكبر وأروع البيوت التي بنيت بأحجار مرجانية في منطقة البلد التاريخية، ضمن برنامج لوزارة الثقافة. وفي مارس، افتتح بيت جميل منصة المشاريع في جدة، وهو مكان للممارسة الإبداعية المعاصرة والتراثية في منطقة البلد ويضم ورشة لأعمال الخشب يستخدمها المشاركون في برنامج بيت جميل. أما في مايو، فقد عرض معرض بيت جميل السنوي أعمال خريجي البرنامج، في ليلة كانت مليئة بالفعاليات الرائعة. وخلال الصيف، عقد بيت جميل للفنون التراثية في جدة شراكة مع خريجي برنامجه، إلى جانب شركتين ناشئتين من تأسيس هؤلاء الخريجين، وهما “كيس شيك” و”خام” لتنفيذ برنامج مدته شهر واحد اشتمل على ورش عمل عامة في منطقة البلد خلال موسم جدة والافتتاح الصيفي لمهرجان 21،39 برعاية وزارة الثقافة.