أخبار محلية

الفنانة التشكيلية منى الذياب في أول طلوع : من أبجديات لغتي أنسج نسيجًا يعلو بجمالها و يسمو

 

حوار –
زهير بن جمعة الغزال

في ظل سيطرة تطبيقات الكتابة و الرسم تأبى أقلام المبدعين إلا أن تتحرك لتنمق صورًا و إنجازات يدوية تحارب تأثير التكنولوجيا الحديثة و أثرها على القواعد الخطية و الفنية اليدوية و لتبرز انجازاتها و تميزها بأبهى الصور

الفنانة التشكيلية الشابة -ّمنى بنت يوسف الذياب
الحاصلة على بكالوريوس لغة عربية
تتطلع لتطوير هذه الموهبة في المستقبل لتكون ضمن المبدعين فنيًا سواء في مجال الرسم التشكيلي أو في مجال الخط و فنونه

* كيف كانت بدايتك ؟

بدايتي كانت منذ الصغر
بموهبة بدأت على يد والدي رحمه الله و الذي كان خطاطًا ورسامًا
فقد كان يخط اللوحات الإرشادية للشركات و التي كانت توضع على الطرقات والممرات

تعلم والدي رحمه الله ذاتيًا من كتاب قواعد الخط العربي للخطاط هاشم محمد و الذي كان قد انتقاه من أجل تعلم الخط
وكنت أعتمد على تقليده في الخط و الرسم

حتى أنني في مرحلة من مراحل حياتي كنت أرسم على جدران المنزل و الأبواب وكان يساعدني و يصحح لي وكنت أبلغ من العمر حينها قرابة ١٥ سنة

و نمت هذه الموهبة بين رسم و خط و اكتساب تعلم عن طريق شروحات لكيفية الخط على اليوتيوب فقط
و معنويًا ساعدني دعم عائلتي على تنميتها و الإبداع فيها فقد كانوا سراجًا أنار لي طريقي و قوة لي و لهذه الموهبة حتى أثناء صراعي مع مرض السرطان فقد شدوا سواعدهم نحو ساعدي و أقاموني من هذه العثرة لأتمكن من إكمال الطريق و السير بخطًى ثابته للإنجاز و الوصول لما أنا عليه الآن في هذا المجال ( ممتنة من كل قلبي )

* ما هي المعارض التي شاركتي فيها و كم

معرض شخصي أقمته ؟

لم أشارك في أي معرض سابقًا ولم أقم أي معرض شخصي و نشاطي كان محصورًا في نطاق العائلة و الصديقات ومنها تصميم شعار لمحل باريستا سويت بالطرف التابعة لمحافظة الأحساء ( كوفي ) و الكتابة على قوالب التقديم و قد تصميم الشعار يدويًا بحت
غير أن بداية ظهوري خارج هذا النطاق كان مع جمعية مكافحة السرطان بالأحساء ( تفاؤل ) في ملتقى المتعافين
حيث أظهرت موهبتي في الخط و كان من دواعي سروري أن يتم ترشيحي للمشاركة و الحمد لله فقد حاز ذلك على استحسان الجميع

* ما أكثر ما يستهويك كفنانة فن الخط أم فن الرسم التشكيلي ؟

من ناحية الرسم التشكيلي فأجد نفسي أقل إبداع فيه لعدم تعمقي في بحره كما هو الحال في فن الخط
فالخطوط العربية تستهويني أكثر كخط الوسام و الخط السنبلي حيث أن جمال هذه الخطوط يظهر بشكل ممتع عندما أخطه على المقتنيات مثل الأبجورات أو الحقائب أو على التحف و غيرها
كيف لا وقد قيل في مدح الخط
يَروقُ مُجيدَ الخَطِّ حُسنُ حُروفِها * ويَعجَبُ مِنها بالمقالِ المُسَدَّد
فحروف اللغة العربية متميزة بسلاستها و انسيابها و القدرة على تشكيلها كيفما يحب خطاطها
وأنا من هذه الحروف أستطيع نسج صورة جمالية تحوي الإبداع و الذوق و الجمال

* ما الصعوبة التي تواجهينها أثناء الخط ؟

إن أصعب ما يواجهني أثناء الخط هو الخط على سطح غير مستوٍ لأن ذلك من شأنه أن يجعلني أصل لنتيجة غير مرضية لي في بعض الأحيان

* ما هي أسباب قلة إقامة المعارض الفنية بالأحساء ؟

قد يعود السبب الرئيسي لعدم إعطاء هذا المجال ما يستحقه من الاهتمام و الدعم فبرأيي أن الفنون و خصوصًا فن الخط من شأنه أن يستقطب شريحة كبيرة ممن تستهويهم خطوط اللغة العربية لما فيها من جماليات و تنوع ولكن الدعم المتواضع لهذا المجال قلل من إقامة هذه المعارض و بذلك قلت الميول للإبداع فيه

* كيف يمكن اكتشاف المواهب الفنية صغيرة السن

من خلال إعادة مادة الخط للمنهج الدراسي و عمل معارض و دعوة طلاب المدارس لزيارتها و كذلك تكثيف إقامة ورش عمل في مجال الخط و فنونه و الإعلان لها بالشكل الذي يغطي شريحة كبيرة من المجتمع لجذب المواهب حتى تلاقي زاوية فيها من الإمكانيات ما يساعدها في إبراز مافي جعبتها

* ما مدى تأثير التكنولوجيا على الفن

أثرت التكنولوجيا بشكل كبير سلبًا و إيجابًا على الفن سواء فنون الرسم و التشكيل أو فنون الخط
أما من الناحية السلبية فتنوعت التطبيقات التي توفر المادة الفنية جاهزة من غير تكلف مما ضعف التوجه إلى فنون الخط و الرسم والتشكيل
و من الناحية الإيجابية فقد توفرت المادة التي تعين الموهوبين على تعلم بعض أساسيات الفن و تطبيقها من خلال شروحات بمقاطع الڤيديو

* هل من مساهمات تشاركين بها في تجميل الأحساء ؟

أتمنى أن أساهم في تجميل الأحساء و أضع بصمة بيدي على زوايا مدينتي الغالية وأنا أنتظر تلك اللحظات التي ستكون بداية لتطلعات كبيرة في مجال الخط و فنّه

* ما هي الجوائز التي حصلتي عليها ؟

لم أحصل حتى الأن على جوائز فكما ذكرت سابقًا أن بدايتي كانت محصورة في إيطار العائلة و الصديقات ولم أشارك في معارض

* ما رأيك بالفن التشكيلي السعودي الحديث ؟

يحتاج إلى إعلانه و إبرازه بقوة فالفن التشكيلي للمواهب السعودية نوعًا ما محدود و غير بارز بالصورة المأمولة

* كلمة أخيرة

ختامًا أوجه شكري و امتناني لمجلس إدارة جمعية مكافحة السرطان الخيرية بالأحساء تفاؤل و للقائمين عليها
على ما يقدمونه من مساندة و دعم لمرضى السرطان فقد صعدوا بهم للقمم و أخرجوهم من دائرة المرض جزاهم الله عنا خير الجزاء و بارك الله في جهودهم

كما أوجه الشكر لك أخي الكريم على إتاحة الفرصة لي في هذا الحوار شاكرة و مقدرة لك اهتمامك و حسن تعاملك أنار الله دربك و سدد خطاك .

انتهى

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى