الأحساء
زهير بن جمعة الغزال
قال رئيس الجمعية الفلكية بجدة المهندس ماجد ابوزاهرة أنه سجل “خفوت” غير معتاد للنجم العملاق الأحمر منكب الجوزاء حيث تراجع سطوعه منذ أكتوبر 2019 ، وهو الآن باهت في أدنى مستوى له على الإطلاق حيث يبلغ ( V = +1.12) كما سجل 07 ديسمبر 2019 وهو أعمق خفوت سجل منذ أكثر من 25 سنة من المراقبة الدائمة.
إن ذلك الخفوت تسبب في ضجة كبيرة بين علماء الفلك في وقت سابق من هذا الشهر (ديسمبر 2019 ) لأنه معروف بأن نجم منكب الجوزاء سينفجر في يوم من الأيام ، ربما في حياتنا وربما بعد 100,000 سنة من الآن ، كمستعر أعظم ” سوبرنوفا” ، علما بأننا على الأرض لا نشاهد الإنفجار لحظة حدوثه ولكن بعد أن يقطع ضوء الانفجار المسافة التي تفصلنا عن النجم، ما يعني بأننا نرى ماضي الانفجار في حاضرنا.
يعتقد الخبراء في التطور النجمي أن منكب الجوزاء سيموت عندما ينتهي وقوده وينهار تحت تأثير وزنه ومن ثم يرتد في إنفجار سوبر نوفا من نوع (II) في أي وقت خلال المائة ألف عام القادمة وهي غمضة عين على المقاييس الزمنية الفلكية.
وعندما سيحدث ذلك فإن ضوء إنفجار منكب الجوزاء عند وصوله لسماء الأرض سوف يسطع بشكل استثنائي لعدة أسابيع أو ربما أشهر وربما سيكون سطوعه مثل القمر البدر ويرصد أيضا خلال ساعات النهار، ولكن ذلك لن يسبب أي مشاكل للأرض نظرا لأن منكب الجوزاء يبعد عن كوكبنا مسافة 430 سنه ضوئية .
فحتى تتأثر الكرة الأرضية بانفجار المستعر الأعظم (السوبرنوفا) يجب أن تكون المسافة بينهما قريبة حوالي 30 سنه ضوئية، عندها قد يحدث انقراض شامل للكائنات الحية على الأرض، فأشعة اكس والكثير من أشعة غاما الصادرة عن المستعر الأعظم (السوبرنوفا) من الممكن أن تدمر طبقة الأوزون التي تحمينا من الأشعة فوق البنفسجية القادمة من الشمس، ومن الممكن ايضا أن تتسبب في “تأين” النيتروجين والأكسجين في الغلاف الجوي ما يؤدي لتشكل كميات كبيرة لما يشبه الدخان من (أكسيد النيتروس) في الغلاف الجوي.
هنا يجب التأكيد بأنه لا يوجد مستعر أعظم (سوبرنوفا) معروف انفجر على هذه المسافة القريبة في التاريخ المعروف للجنس البشري، وأحدث مستعر أعظم (سوبرنوفا) شوهد بالعين المجردة كان ” السوبرنوفا 1987 أ ” في العام 1987 وكان يبعد عنا تقريبا 168,000 سنة ضوئية.
قبل ذلك، كان آخر مستعر أعظم (سوبرنوفا) شوهد باللعين المجردة تم توثيقه بواسطة ” يوهانس كبلر ” في العام 1604 وكان يبعد حوالي 200 سنه ضوئية ، وقد ظهر أكثر بريقا من أي نجم في سماء الليل، بل وكان مشاهدا في ضوء النهار ولكنه لم يؤثر على الأرض بسبب المسافة الشاسعة جدا التي تفصلنا عنه.
وبشكل عام قد لايعني الخفوت الحالي حدوث الانفجار النهائي، فمنكب الجوزاء هو أيضًا نجم متغير اللمعان بشكل بطيء ، وربما ما رصد ليس أكثر من خفوت أعمق قليلاً من المعتاد.
جدير بالذكر أنه يمكن رؤية نجم منكب الجوزاء الأحمر ضمن مجموعه نجوم الجوزاء( الجبار اورايون) بسماء السعودية والوطن العربي خلال ساعات الليل بالعين المجردة طول فصل الشتاء 2019 .