الأحساء
زهير بن جمعة الغزال
لمَّا كانت أساليب البناء واحدة من المجالات الحديثة، فإنها أوجدت مجالاً مهنيًا مختلفًا ومميزًا، يضم سلسلة قيمة أكثر قوة وترابطًا بالمقارنة بمجالات أخرى. فعالم أساليب البناء الحديثة صاعد وواعد للمستثمرين والمطورين به.
وهنا، فإننا نجد أن سلسلة القيمة في صناعة أساليب البناء الحديثة تتميز بالترابط كبقية الصناعات، يعززها التوجه العام بقطاع الإنشاءات، بالتحول نحو هذه الصناعة وتبنيها. فالأساليب الحديثة لم تعد شيئًا غير ذي جدوى، وإنما لها العديد من المميزات والفوائد التي تحققها للبناء والصناعة والاقتصاد ككل. ومن مميزاتها رفع مستوى كفاءة المبنى، وتطوير القدرة على التخطيط والإنتاجية بطريقة أفضل، بالإضافة إلى خفض وقت التنفيذ وتقليل العيوب، وضبط كميات المواد المستخدمة في الإنشاءات، وبالتالي تقليل الهدر، والكفاءة العالية في استخدام الموارد، وكون هذه الأساليب صديقة للبيئة، وتقليل احتمالية وقوع الحوادث في موقع الإنشاء.
وتقنية البناء لم تعد ترفًا في وقتنا هذا، والاستمرار في عمليات التشييد وفقًا للنمط التقليدي المستخدم فيها الخرسانة والإسمنت أصبح ينسحب من تحته البساط شيئًا فشيئًا. وفي المملكة العربية السعودية أصبحت أساليب البناء الحديثة ضرورة لمواكبة العصر الجديد وتحدياته، فالحاجة الماسة لتوفير السكن، تفرض البحث عن حلول وأساليب عصرية لتوفيره، كغيره من المنتجات التي تطور استخدامها وتقنية تقديمها ومفهومها أيضًا.
وهي بذلك تمنح المطور العامل بها فوائد كثيرة، تجعل أعماله أكثر مرونة ويحقق من ورائها جدوى اقتصادية متميزة ترضي حاجته في الاستثمار.
أساليب البناء الحديثة تجعل من عملية البناء أكثر سهولة من الطريقة التقليدية التي تستلزم إعداد المواد في موقع البناء. فالأساليب التي تصنع في مصانع مخصصة ويجري تجميعها في موقع المنشأة، جعلت من الوحدات المستخدمة لها أكثر تنافسية من التي لم تستخدمها. فالأسعار انخفضت والقوة ازدادت وأصبح المنتج أكثر قدرة على التكيف في السوق بناء على رغبات العميل وقدرته المالية.
المملكة العربية السعودية أصبحت واحدة من دول الشرق الأوسط الرائدة في هذا المجال، حيث بدأت التحول في بناء المسكن ليكون ملائمًا للجيل الرابع الذي يعتمد أساليب البناء الحديثة، ويقدم أفضل الحلول للدولة والمواطن ويعمل على إتاحة المسكن للجميع. وينتظر مستقبل هذه الأساليب في المملكة الكثير. ومن شأن انتشار مصانع أساليب البناء فيها أن يعد بالمزيد في المجال الاقتصادي، كما سيوفر هذا التوطين كوادر وطنية قادرة على الصناعة والابتكار والتصدير لمختلف دول المنطقة. وينبثق التوسع في أساليب البناء الحديثة من “رؤية 2030” التي أطلقها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، والتي وضعت الأساس لهذا التحول ومثلت ركيزة كبيرة للخوض بقوة في هذا المضمار.
لذلك، فإن قطاع البناء سيشهد عملية تغيير كبيرة تؤدي إلى إحداث فارق مميز يشعر به المواطن السعودي. ومن شأن الاستثمار فيه أن يوجد البيئة الحاضنة لقطاع البناء في المملكة والشرق الأوسط. فالقطاع كبير وضخم ولديه إمكانيات للنمو تعمل “رؤية 2030” على استقراره ودعمه.
وأساليب البناء الحديثة جعلت سلسلة القيمة والعملية برمتها أفضل من الطريقة التقليدية، ولذلك أصبح من المهم والضروري أن يتجه المجتمع السعودي نحو هذه التقنيات وأن يتبناها في كل المشاريع الحكومية ويتوسع فيها في المساكن الخاصة بحيث يجري الانتقال من بناء الجيل الأول التقليدي إلى بناء الجيل الرابع والعصر الحديث والاستفادة من مميزاته.