الأحساء
زهير بن جمعة الغزال
أوضح ذلك د. عمرو المستكاوي
استشاري الكبد والجهاز الهضمي والمناظير بمستشفى الحمادي بالرياض
بانه لا شك أن أمراض الكبد عموماَ تلقي اهتمام كبير من الاوساط الطبية وكذلك الدول والمجتمعات والافراد .. وخاصه بين الشعوب العربية .. وحيث تنتشر بعض هذه الأمراض في بعض بلدان الوطن العربي .. وذلك لمالها من تأثيرعلى صمم الفرد والمجتمع . مما يؤثر على الصحة العامة لشعوب هذه البلدان مما يؤدي الى تأثرالاقتصاد العام
– وتتعدد أمراض الكبد من حيث الاسباب .. فهناك اسباب عديدة ومتنوعة لامراض الكبد منها ماهو الفيروسي مثل الالتهاب الكبدي الفيروس بأنواعة أ ،بي،سي وهو الاكثر شيوعاَ وهناك الالتهاب الكبدي المناعي ..أو الذي ينتج عن طريق بعض الادوية ..كما أن هناك ما يسمى بمرض الكبد المتدهن .. وهو الاخذ في الانتشار والمستحوذ على الاهتمام بين الاوساط الطبية الان .
– ويتزايد الاهتمام بمرض دهون الكبد أو الكبد المتشحم يوماَ بعد يوم حيث يتزايد الأبحاث عليه لمعرفة أسبابة ومضاعفاتة وبالطبع علاجاته.
وينتج هذا المرض عن طريق تزايد كمية الأحماض الدهنية داخل خلايا وفي انسجة الكبد ومن الخطا أعتبار زياده دهون الكبد مرضاَ خطيرا على عموم القول ولكن هناك أنواع عديده منه .. منها ما هو عرض ومنها ما هو مرض ويحتاج إلى الاهتمام والعلاج .
– من هو مرض دهون الكبد او الكبد المتشحم .
الاجابة على السؤال تبدو بسيطة كما سبق ولكنها قي حقيقة الامر ليست كذلك في الكبد المتدهن .. هو الذي يعاني من زياده نسبه الأحماض الدهنية والدهون داخل خلايا الكبد وفي انسجتة عي عمليه معقده جداَ وتختلف في الاسباب وكذلك في المضاعفات .
أسبابه
يوجد ثلاثة انواع لدهون الكبد
النوع الاول : دهون الكبد البسيطة simple fathy liver
وهو عاده يكون عرضاً وليس مرضاَ حيث تتراكم الدهون بين أنسجه الكبد نتيجة لزياده الدهون بالجسم نتيجة السمنة الزائدة وخاصة في منطقة البطن وهو ما ينتج عنه تراكم الدهون في كل اعضاء البطن وليس الكبد خاصة وغالباَ لا تتسبب في خلل بوظائف الكبد ولكنها عرض من اعراض السمنه الزائده .. وهذا النوع هو الشائع الغالب في كثير من الاحيان .
وهذا النوع يحتاج إلى المتابعة ونقص الوزن تدريجياَ للوصول إلى المعدلات الطبيعية كما يحتاج الى التقيم الصحيح والخطوات العلمية في تحديد سبب ونوع تراكم هذه الدهون .. مما يزيل الخوف عن كثير المرضى .
أما النوع الثاني : هو إلتهاب الكبد المتدهن وهنا تؤدي هذه الدهون إلى إلتهاب بخلايا الكبد مما يعني أحتمالية الاصابة بالالتهاب المزمن وهوما يخشاه المريض من هذا المرض وهو النوع الذي يحتاج بشده الى تحديد السبب ومعرفة طبيعتة والعلاج المناسب لتجنب المضاعفان المتوقعة في مثل هذه الحالات.
وهذا النوع الثاني له سببان رئيسان:
النوع الاول: إلتهاب الكبد المتدهن الكحوي :
وهذا النوع يحدث نتيجة تناول الكحوليات بكميات وفترات كبيره مما يؤدي إلى خلل شديد في عملية تنظيم الدهون والاحماض الدهنية داخل الخلية الكبدية .. يؤدي إلى إلتهاب مزمن بالكبد .. وما يترتب عليه من مضاعفات مثل التليف الكبدي وأحتمال حدوث اورام بالكبد وهنا تدرك حكمه المولى تعالى في تحريم هذه المشروبات وذلك لتجنب المخاطر والامراض وهذا النوع معروف تماماَ وهو خارج نطاق هذا المقال .
النوع الثاني:.التهاب الكبد المتدهن الغير كحوي :
وهو النوع الذي يثير مخاوف المرضى ويستحوذ على الكثير من الابحاث والدراسات العلميه على المستوى العالمي .حيث أن أسبابه غير محدده تماماَ . ولكن لأسف يحدث مضاعفات مثل الإلتهاب الكبدي المزمن ثم التليف وغيرها من المضاعفات . ويحدث هذا النوع نتيجة تراكم حماض الدهون داخل الخلايا محدثة خلل بوظائف الخلايا مما يؤدي إلى الالتهاب المزمن وما يليها من مضاعفات . ويصاحب هذا النوع أرتفاع في انزيمات الكبد بصوره أعلى من ضعف المعدل الطبيعي على الاقل وأوضحت الدراسات أن السبب الرئيسي في حدوث هذا المرض هو ما يسمى
بالمتلازمة الأيضى أو متلازمة
وهى عباره عن متلازمة تتكون من : زياده الوزن مع ارتفاع نسبة السكر بالدم وكذلك ارتفاع ضغط الدم وكثيراَ ما تحدث هذه الظاهره في مرض النوع الثاني من الداء السكري.. وزياده الوزن هنا . لها العامل الاهم والاكبر في حدوث هذا المرض.
وليس بالضروره أن تكون السمنة مفرطة ولكن السمنة في منطقة البطن هي أحدى العوامل الهامة (الكرش) لاحتوائة على دهون ذات طبيعة خاصة تفرز مواد تؤدي إلى خلل في وظائف البنكرياس تؤدئ الى مرض مقاومة الانسولين والذي يودي بدوره إلى ارتفاع نسبة السكر وارتفاع ضغط الدم ومعدل دهون الدم .
ونود أن نوضح أن هذا النوع نادر الحدوث ولا يحدث الا في القليل من المرضى وليس هو الشائع ولكن يحتاج الى تشخيص وعلاج لتخفيف المضاعفات .. لامكانية حدوثه بصوره كبيرة جداَ بين الشعوب العالمية خاصة الوطن العربي خاصة في النساء وذلك لزياده نسبة السمنة نتيجة لتغيرنمط التغذية وأعتمادها على الوجبات .
النوع الثالث:. أمراض دهون الكبد الحاد أثناء الحمل:. فهو من الأمراض الخطيرة وليست في هذا المقال
الأعراض والتشخيص:.
في الواقع أن معظم أمراض الكبد بأختلاف اسبابها في المراحل الاولى لا يوجد لها أعراض خاصة مما يجعل تشخيص هذه الامراض دائماَ متأخرأوعاده يكون بالصدفة
وتشخيص مرض دهون الكبد عاده ما يكون صدفه بعد عمل تحاليل دوريه أو روتينيه أو فحوصات لأمراض أخرى.. أول دليل على هذه الدهون هو صوره الكبد في الاشعة فوق الصوتية حيث تظهر تضخم بالكبد مع زياده دهون الكبد لهذا يجب عمل انزيمات الكبد ووظائف الكبد الاَخرى وهنا يتم التمييز بين النوع البسيط الذي لا يصاحبة ارتفاع في انزيمات الكبد أو ارتفاع بسيط (لا يتعدى ضعف المعدل الطبيعي ) وهذا النوع كما سبق ليس خطيرأ ويحتاج الى المتابعة فقط .
أما النوع المصاحب بأرتفاع شديد في انزيمات الكبد ( اكثر من ضعف المعدل الطبيعي على الاقل ) هو النوع الذي يحتاج الى تشخيص جيداَ وعلاج لتجنب المضاعفات ولتشخيص هذا النوع الثاني يجب عمل عينة من الكبد لعمل تحاليل لانسجة الكبد والتي تظهر لإلتهاب المزمن بالكبد مع زياده الدهون في خلايا الكبد وتعد العينة الكبدية حتى الان هي التحليل المعتمد والامثل لتشخيص النوع الخطير من دهون الكبد وهو الالتهاب الكبد المتدهن الغير كحولي .
المضاعفات:-
وهي المضاعفات التي قد تحدث فقط في النوع الثاني وهو الذي ثبت انه مصاحب للالتهاب المزمن بالكبد وهذه المضاعفات مثل مرض فيروسات الكبد . وهوما قد يؤدي إلى الالتهابات المزمنة الى التليف بأنواعها من تليف بسيط ثم متقدم ثم تليف غير متكافئ “يصاحبة خلل في وظائف الكبد ” وقد يؤدي في نسبة بسيطة جداَ الى حدوث اورام بالكبد بعد سنوات من حدوث التليف ومن هنا جاء الاهتمام بهذا النوع من دهون الكبد وضرورة التمييز الذي لا يتصاحب مع ارتفاع في انزيمات الكبد حيث تزول الخطوره والمضاعفات .
العلاج …
مما سبق يتضح أن هناك نوعان النوع البسيط وهي الدهون التي لا يصاحبها ارتفاع في انزيمات الكبد وهذا النوع لا يحتاج الى علاج بل فقط إلى متابعة وتجنب العوامل التي أدت أليها مثل زيادة الوزن ويكون هنا انقاص الوزن هام جداَ.
اما النوع الثاني هو مرض إلتهاب الكبد المتدهن هو الذي يحتاج إلى علاج سواء كان التهاب كبدي كحولي أو غير كحولي ..
والالتهاب الكبدي الكحولي يعالج تجنب تناول الكحوليات والعلاج بالاَدويه التي تحمي خلايا الكبد ويحتاج إلى المتابعة الدقيقة ..
أما الالتهاب الكبدي الغير كحولي وهوالنوع الذي يدور حوله الجدال والاختلاف حيث أن اسبابه الحقيقية لم تعرف بعد على وجه الدقة ولكن هناك محاولات للعلاج وتشمل اختيارين .
الاول علاج السبب وهو بتحسن مرض مقاومة الانسولين في الجسم وضبط معدل السكر وغيرها مكونات المتلازمه وهناك محاولا كثيرة في هذا الشاق أما الثابت حتى الان هو الأتي
1- ماده الميتفورمين وتؤدي إلى تقليل أمتصاص الجلوكوز من الامعاء وكذلك تعمل مع تحسين مقاومة الانسولين وزياده كفاءه تمثيل الخلايا للجلوكوزوهو ما يؤدي إلى تحسين كفاءه الخلية الكبدية ونقص الاحماض الدهنية كما تقلل إلتهاب الكبد.
2- المواد التي تساعد على حساسية الخلية للانسولين وهي مواد متعدده وتعمل على زياده حساسية الخليه لانسولين في الخلية مما يؤدي إلى زيادة كفاءة الخليه في التعامل مع الطاقة ويؤدي إلى تحسين في دهون والتهاب الكبد.
3- المواد التي تحمي خلايا الكبد عموماَ مثل ماده الاروثوديكس كوليك وهي معروفة ايضاَ حيث لها خصائص عديده فهي تحمي الكبد من السموم وكذلك تحسن إدرار الصفراء من خلايا الكبد . وهي من العلاج القليلة التي أتفق عليها في هذا المجال.
ولكن … يبقى انقاص الوزن التدريجي هو الحل الامثل والاول المتفق عليه علمياَ وعالمياَ حيث أن نقص الوزن يؤدي إلى نقص الدهون في الكبد ويقلل الالتهاب وهو الخطوه الاولى والاساسية في علاج هذا المرض ومن غيرها يبقى الامر في اطار المحاولات ..كما أن نقص الوزن يساعد على تحسن كفاءه الخلايا في تناول الجلوكوز عن طريق تقليل مقاومة الانسولين مما يؤدي إلى ضبط السكر والضغط وهما من العوامل الهامة فى هذه المتلازمة .
ومما سبق يتضح الآتي :-
– أن ليس كل دهون كبد خطيره وتحتاج إلى علاج فهناك ما هو بسيط ويكون عرضاَ وما هو خطير يكون مرضاَ
– أن الفرق بين النوعين يعتمد على وجود إلتهاب بالكبد .. وهو ما يتم اكتشافة في الابحاث بارتفاع في انزيمات الكبد (اعلى من ضعف المعدل الطبيعي )والتي تحتاج إلى عينة كبديه للتأكد من التشخيص وهو في العموم نادر الحدوث وقليل جداَ
– أن الوقاية والعلاج من هذه الدهون سواء البسيطة او الضارة يبدأ بنقص الوزن الزائد تدريجياَ ..هو الخطوه الهامة والاساسية في علاج اي من النوعين .
– زيارة الطبيب المختص وعمل الفحوصات المناسبة هي الحل الامثل في التميز أي النوعين لدى المريض دون خوف أو هلع .
– أن مبادئ الاسلام التي تنص على الاقصاء في الاكل والشراب قد يكون من أهم العوامل لتجنيب كثيراَ من الامراض. ومنها هذا المرض .