عبيرآل مرعي – متابعة
من يقرأ تاريخ العمل الإنساني يدرك أنه ارتبط باسم المملكة العربية السعودية؛ فمنذ تاريخ إعلانها في عهد المؤسس وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -يحفظه الله- وهي ترفع العبء وتمد يد العطاء لمساندة كل الدول العربية والإسلامية والصديقة في كل الكوارث.
فالسعودية من أوائل الدول التي تُقدم الخدمات الإنسانية؛ مما جعلها تتصدر بحسب أرقام للأمم المتحدة الصدارة في مجال تقديم المساعدات الإنسانية وخدمة للاجئين، كما يؤكد تفوّق السعودية في العمل الإنساني والإغاثي، الحرصَ والدعم غير المحدود من خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين، حفظهما الله. وفي هذا التقرير نسلط الضوء على بعض ما قدّمته السعودية من عمل إنساني.
أول مساعدة تقدّمها المملكة:
ووفق تقرير أصدره مركز البحوث والتواصل المعرفي، الذي أعده الدكتور سعيد صالح الغامدي؛ فقد بدأت السعودية جهودها الإنسانية والإغاثية في عام 1950م في عهد الملك المؤسس -طيب الله ثراه- إذ أسس أول مؤسسة خيرية في الدول الناشئة في ذلك الوقت، وهي التي وزعت الغذاء على النازحين السوريين في مدينة صيدا اللبنانية في عام 1950م؛ حيث بلغت كلفة ذلك 3 ملايين دولار، وكانت أول مساعدات إنسانية سعودية مسجلة أما التبرع الثاني الذي قدّمته السعودية فقد ذهب إلى ضحايا الفيضانات في إقليم البنجاب عام 1953م، وجرى إنشاء الصندوق السعودي للتنمية لحفز النمو الاقتصادي في الدول النامية.
الملك سلمان على خطوات والده
وتولى الملك سلمان تنظيم العمل الخيري السعودي، وتتبع خطوات والده في مجال العمل الخيري والإنساني السعودي، وجعله توجهًا سعوديًّا منظمًا؛ ابتداء من أبريل عام 1955م، عندما تعيّن أميرًا لمنطقة الرياض؛ حيث أشرَفَ على جهود الإغاثة الإنسانية والإغاثة في المملكة، ثم في عام 1968م كان رئيس اللجنة العليا لمساعدة ضحايا أزمة السويس، وفي عام 1973م رأَسَ اللجنةَ الوطنيةَ لمساعدة ضحايا الحرب الهندية الباكستانية، وفي عام 1988م وجّهت اللجنة لمساعدة ضحايا الفيضانات في السودان، وكان الملك سلمان رئيس لجنة المساعدة اللاجئين خلال أزمة الخليج الأولى في عام 1990م وفي عام 1992م رأَسَ السلطة العليا لمساعدة البوسنة والهرسك، وبعد تنصيبه ملكًا 2015م أسس مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية.
بناء الطرق والمستشفيات
وقد أسهمت المملكة في مساعدة اللاجئين العراقيين بعد حرب الخليج الثانية، كما ساهمت في مساعدة ورفع العبء عن دولة بنغلاديش؛ بسبب إعصار سايدر مقتل أكثر من 3 آلاف شخص، وساعدت المملكة العربية السعودية اللاجئين والمهجرين قسريًّا، ووفرت المساعدات الإنسانية والإمدادات الغذائية والأدوية والمواد الضرورية للضحايا في مناطق الأزمات، كما أعادت بناء البنية التحتية الأساسية كالطرق والمدارس والمستشفيات في عدد كبير من دول العالم؛ بغضّ النظر عن الحواجز الثقافية أو اختلاف الدين أو العرق.