أخبار محلية

ذكرى وفاة إمرأة صوامة قوامة حتى خرجت فارقت الحياة بنفس راضية

 

سامية الصالح مكة المكرمة

رحمك الله يا والدتي رحمة الأبرار – وأسكنك الفردوس الأعلى من الجنة مع النبي صلى الله عليه وسلم والشهداء والصالحين والأخبار اليوم أقف تحية إجلال وإكبار لوالدتي في ذكرى رحيلها اليوم الخامس من شهر شوال ويوافق اليوم ذكرى مرور ستة عشر عاما من رحيلها – رحمها الله تعالى – مرت الأيام والسنين مسرعة بنا ليلقي اليوم الضلال بنا على رحيل والدة غالية علينا جميعا، فقدها الجميع أبنائها وجيرانها وكل من عرفها، لروحها الطيبة مع الجميع ومعاملتها الحسنة وإبتسامتها الدائمة، كانت صوامة قوامة، سخرت حياتها للصلاة والصيام وقيام الليل، وكل من عرفها يشهد لها بذلك
والرسول الكريم صلى الله عليه وسلم يقول :
(أنتم شهداء الله في الأرض )
خرجت من مدينتها الصغيرة على ضفاف البحر في مدينة صرفند في لبنان – عندما أقترنت بوالدي – رحمه الله تعالى – وعمرها لم يتجاوز السابعة عشر من عمرها، وبدأت قصة الكفاح طوال حياتها حتى أستقر بها الحال في مكة المكرمة، ويشأ المولى عزوجل لترزق بستةمن الأبناء ثلاثة بنات، وثلاثة أولاد،ويشأ الله تعالى أن يتوفى والدي -رحمه الله – بعد عودتنا من رحلة الحج، وتكون آخر حياته بأداء مناسك الحج،وتبدأ قصة جديدة من النضال والكفاح من أجل أبنائها الستة أكبرهن لم تتجاوز الرابعة عشر من العمر، وأصغر الأبناء لم يتجاوز السنة من عمره، فكانت بمثابة الأم والأب في المنزل، تقوم مع صلاة الفجر يوميا لتوقظ أبنائها ومع شروق الشمس تخرج حاملة على رأسها بقشة ملابس نسائية وللأطفال وتطوف بها على الجيران وأهل الحي، تتكسب قوت يومها لها ولأبنائها ،وتعود مع مغيب الشمس لمنزلها لتدير شؤون المنزل، وبدأت ابنتها الكبيرة تعينها في تدبير أمور المنزل من خلال مهنةالخياطة في المنزل لسيدات الحي، ومرت الأيام مسرعة حتى كبر الأبناء وكانت فرحتها بهم كبيرة لأنها أستطاعت أن تقوم على تربيتهم خير تربية، بل ولله الحمد تمكنت من إيجاد فرص عمل لهم، ليعتمدوا على أنفسهم، أما البنات فقد تزوجنا وأستقرت كل واحدة في بيتها
وكانت صدمتها الثانية عندما فقدت أكبر بناتها العروسة، التي لم يكن مر على زواجها أكثر من شهر،عندما شبت النار بها في منزلها وأحترقت لتلاقي حتفها، وتنتقل للرفيق الأعلى،كبر بقية الأبناء وتزوجوا، وبقيت وحيدة في منزلها تواجه مصيرها وحياتها وتفرغت للعبادة تقوم الليل في صلاة التهجد حتى أذان الفجر وتجلس في مكانها
على سجدتها حتى بزوغ الشمس،وتصلي صلاة الضحى، ومن ثم تأخذقسط من الراحة
وتستيقظ لصلاة الظهر،
بالإضافة لصيام أيام الإثنين والخميس من كل أسبوع، وكذلك صيام الأيام البيض من كل شهر،وصيام ستة من شوال، ويوم عرفة، ويوم عاشوراء، وتواصل جيرانها وتتفقد أحوالهم، وكانت فرحتهم كبيرة بها وهي تصلهم وتتواصل معهم، لذلك عندما أنتقلت إلي بارئها في مثل هذا اليوم قبل ستة عشر عاما، أفتقدها الجميع، خرجت من الحياة الفانية وهي مبتسمة لتلاقي الله عزوجل بروح راضية-مصداقا لقول الله تعالى :(يا أيتها النفس المطمئنة- ارجعي إلي ربك راضية مرضية – فأدخلي في عبادي – وأدخلي جنتي )
وقبل فراقنا لها أوصت ببناء مسجد لها، وكان لها ذلك خلال ستة أشهر من فراقنا لها تم
ولله الحمد بناء مسجد لها باسمها في أحد دول جنوب آسيا – ولازال قائم ولله الحمد حتى الآن – غفر الله لك يا والدتي – وجعل ما قدمتيه لنا في ميزان حسناتك، وجزاك الله خيرا – وآخر دعونا أن الحمدلله رب العالمين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى