أخبار محلية

حمود السباعي الذي غاب ولم يغب أرثه 

مبارك بن عوض الدوسري 

دأب خبير ومستشار التربية والتدريب والعلاقات الأسرية المستشار محمد بن عطيه العلي ، في الفترة الأخيرة وبجهد شخصي على توثيق سيرة رواد الكشافة في المملكة العربية السعودية عبر اليوتيوب للذين ساهموا في نهضة الكشافة السعودية ، ولايزال عطائهم ينهل ويستفيد منه جيل اليوم ، حيث حقق حتى اليوم مشاهدات عالية خاصة من الذين يهتمون بالتأريخ الكشفي ، ومن يريد أن يعرف مرحلة التأسيس والقائمين عليها وما واجههم من صعوبات وتحديات ، وزاد أهميتها أن اتسمت الحلقات السابقة بمقابلات مسجلة لبعض الرواد الكشفيين الأحياء ستكون مصدراً قيماً للباحثين من القادة والقائدات الكشفيين .
وفي تجربة جديدة من تلك الحلقات رغب في عمل إحداها عن شخصية قد توفاها الله قبل سبعة عشر عاماً وهي الحلقة الأولى لشخصية متوفاة ، وهنا يصعب تنفيذ مثل تلك الحلقة لغياب كثير من المعلومات ، إلا أن الشخصية التي اختارها ليست شخصية عادية حتى لاتجد لها تاريخ وأرث ، فقد أختار  مؤسس العمل الكشفي الصحيح في محافظة وادي الدواسر الوالد حمود بن حديجان السباعي – رحمه الله – والذي اثرى الساحة الكشفية في بلاده قبل محافظته ، وطلب مني المستشار العلي خلال إعداده تلك الحلقة أن اشارك فيها بالحديث عن تلك الشخصية لمعرفته علاقتي الأبوية والعملية به ، ورغم صعوبة الأمر بالنسبة لي مهما كانت قدراتي التعبيرية أمام ذلك الشخص – رحمه الله – إلا أنني أستعنت بالله وسجلت له مقطعاً بسيطاً ل ايعبر عن كل ما في قلبي ولا يمثل كل ما لديً تجاهه ، فقلت : ” لقد غرس فينا حب الكشفية الى أن شربنا من هذا المعين حتى أصبحنا نعيش تلك القيم نحن أبناءه” ، أن الراحل بقدر علاقتي به كواحد من ابنائه، كانت علاقتي به كمعلم وقائد وموجه، أعطاني خلال عملي تحت قيادته كامل الرعاية والاهتمام والتوجيه، بالرغم من المسؤوليات الجسام وضيق الوقت لديه ، لقد كان رحمه الله حريصاً على الثوابت ، لطيف المعشر، رقيق القلب، عطوفاً علي الصغير والكبير، ، يناقش في أدق التفاصيل، ويقرأ كل الأمور بتمعن، ويصدر التوجيهات بدقه.
كان – رَحِمَهُ اللَّهُ – يحرص على فعل الأعمال الخيرية، ولا يحب الإعلان عنها، كما كان مجموعة من القيم عضيداً لرؤسائه حين تكليفه بالمهمات الصعبة من قبلهم.
رحمك الله ابا محمد ، وبارك في أخوتي من أبنائك ، وجزاك عن الكشفية ومن عشقها في وادي الدواسر كل خير ، وجعل الفردوس الأعلى من الجنة دارك وقرارك.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى