عسفان – صباح الحربي
زار صباح اليوم الخميس ٢٠٢٠/١٠/١٠ أعضاء فريق مجموعة “مناسباتنا” مركز عسفان وكان في استقبال المجموعة الأستاذ محمد إبراهيم الحربي وبعد اكتمال الفريق انطلق الجميع إلى المناطق الأثرية بمدينة عسفان .
تكتسب مدينة عسفان أهمية استراتيجية وتاريخية، وأهميتها الاستراتيجية بدأت مع بداية طريق القوافل من اليمن إلى الشام قبل البعثة النبوية، كما كانت على طريق القوافل الدينية بين مكة والمدينة، واليوم عادت كأفضل مما كانت مع مرور الطرق الى جدة وبين مكة والمدينة بها.
و على مدخل عسفان للقادم من جدة تنتصب قلعة تعرف بـ “قلعة عسفان” بنيت أيام الدولة العباسية، بنوها من الأحجار الصخرية التي جلبت من الجبال المجاورة من صخور “البازلت” التي تغطي الحرات المرتفعة التي تحف بوادي عسفان الذي يعبر سهل الغولاء حتى ينتهي بالبحر شمال بلدة ذهبان
لقد كانت هذه القلعة توفر الحماية للقوافل التجارية وقوافل الحجاج، ويشاهدها المسافر من مكة إلى المدينة على يساره بطريق الهجرة، وتم اعادة هيكلتها وترميمها في عهد الدولة السعودية. وأنشئ لها درج ييسر الصعود لها.
والقلعة بنيت على هيئة مربع متساوي الأضلاع تنتصب على أركانه الأربعة أبراج ثم أضيف إليه برجان على كل جدار ، لقد قاومت القلعة عوامل التجوية.
القلعة عبارة عن حصن ذكره ابن جبير حين مر بها في رحلته بالقرن السادس للهجرة ، وفي القرن الثامن مربه ابن بطوطة وذكره في رحلته .
كانت خزاعة تسكن عسفان أيام النبي صلى الله عليه وسلم، إذ كانت تمتد مساكنها من منتصف وادي قديد إلى عسفان جنوباً، وكان عليه الصلاة والسلام يفضل المرور بها قبل فتح مكة المكرمة لأنهم كانوا حلفاء لعبد المطلب، وسميت عسفان لأن الأودية تعسف بها، ومن اهم هذه الأودية وادي مدركة ووادي حشاش ووادي اللصب هدى الشام ووادي الصغو ووادي فيدة ووادي البياضه ووادي حلفا، وغيرها من الأودية، وتجتمع جميعها في عسفان ثم تنحدر غربا عبر سهل الغولاء فتصب في البحر الأحمر شمال ذهبان.
وتعتبر عسفان بوابة شمال مكة وممر طريق الأنبياء والقوافل، فقد مر بها عدد من الأنبياء والرسل، فقد مر بها صالح وهود وإبراهيم ومحمد عليهم الصلاة والسلام، وبها شُرعت صلاة الخوف في غزوة عسفان، كما كانت تمر بها قوافل قريش التجارية.
ويطيب للقوافل أن تحط بها وتقيم وفيها تتخلص من وعثاء السفر وتتزود بماتحتاج من غذاء وماء حيث يوجد بها أكثر من عشر آبار حلوة الطعم وتعد بئر التفلة من أشهر الأبار بها ومنها ماحفر في عهد سيدنا عثمان مثل بئر عثمان الجنانية علاوة على العديد من الآبار القديمة المطوية بالحجر
كما أنها تمتاز بهوائها النقي فهي محاطةٌ بجبالٍ تصد عنها تيارات الغبار، وأرضها زراعية خصبة، وكان أهلها يهتمون بالزراعة منذ القِدَم. حيث وادي الصغو الشهير بمزارعه العثرية وغيرة من الأودية.
ماء الرجيع.
ذكر المؤرخ عاتق بن غيث البلادي أن نبع الوطية هو ماء الرجيع
فيما قال اخر انه بهدى الشام وذكر اخر انه بوادي مدركة.
.
في غزوة الحديبية وبعث عيناً من خزاعة إلى مكة، وفي “غدير الأشطاط” أتاه الخزاعي وقال بأن قريشاً جمعت لك الجموع وهم مقاتلُّوك وصادوك عن البيت.
قال أشيروا عليّ أيها الناس، فقال أبو بكر: يا رسول الله خرجت عامداً إلى هذا البيت لا تريد قتل أحدٍ ولا حرب أحد، فتوجه إليه فمن صدنا عنه قاتلناه، فقال: أمضوا على اسم الله .
ما أن وصل المعتمرون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عسفان حتى لقيه بِشر بن سفيان الكعبي فقال : يا رسول الله هذه قريشٌ قد سمعت بمسيرك فخرجت معها … العود المطافيل قد لبسوا جلود النمور يعاهدون الله ألا تدخلها عليهم عنوةً أبداً .
وهذا خالد بن الوليد في خيلهم قد قدموا إلى “كراع الغميم”، فقال عليه الصلاة والسلام: يا ويح قريش لقد أكلتهم الحرب، ماذا عليهم لو خلوا بيني سائر الناس فإن أصابوني كان الذي أرادوا، وإن أظهرني الله عليهم دخلوا في الإسلام وهم واقرون، وإن لم يفعلوا قاتلواوبهم قوة فما تظن قريش؟ والله إني لا أزال أجاهدهم على الذي بعثني الله له حتى يظهره الله أو تنفرد هذه السالفة”.
وعن أبي عياش الزرقي قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بعسفان وعلى المشركين خالد بن الوليد فصلينا الظهر فقال المشركون لقد أصبنا غِرة لو حملنا عليهم وهم في الصلاة فنزلت الآية لصلاة الخوف فصلوا صلاة الخوف.
.
وهناك ثنية عسفان ( ثنية غزال ) وتذكر بثنية الوداع في المدينة المنورة وهي بمثابة بوابة طبيعية بين حرة صويك وحرة موقلة وأقصى شمالها حد عسفان مع محافظة خليص حيث غران ومنها تعبر القوافل قديما والسيارات حاليا.
سوق عسفان القديم
لم يتبقى من مباني سوق عسفان القديم سوى بعض أطلاله التي تؤكد أصالته وتشهد على عراقة ماضية ويعد عسفان سوق عامرة منذ العصر الجاهلي حتى اليوم. وشهد حراكاً تجارياً كبيراً ولا تزال عسفان بسوقها تشكل مركز لتقديم الخدمات للحجاج والمسافرين والعابرين ولسكان المحافظات والمراكز المجاورة له بما توفر محلاتها من سلع بالجملة والقطاعي وقد ساعد موقع عسفان المحوري المتوسط لتكون كذلك.
و تعتبر عسفان مدينة سياحية متى ما وظفت معالمها التاريخية والاثرية واستثمرت أسطح حراتها المستوية في مشاريع ترفيهية ، وانتشرت فيها الفعاليات وتعددت فيها الفنادق والاستراحات.
.وعسفان بيئة استثمارية وصناعية خصبة وواعدة وتمثل مجال التوسع الشرقي وبطول ٤٠ كلم لمدينة جدة. وبها منطقة صناعية وسوق للنفع العام أنشئت لخدمة المدن.
.
ومن ابرز مسميات القرى التابعة لعسفان / الشامية والغولاء وفيدة والمقيطع والصغو والمحسينية وعسفان كلها تاريخية الا أن ابرز المسميات التاريخية بها / كراع الغميم وحرة ضجنان وثنية غزال وماء الرجيع
وناشد الجميع الجهات المعنية بالاهتمام بهذه الكنوز التأريخية والأثرية بعسفان وتوظيفها في دعم السياحة المحلية.